الصحافة _ كندا
عاد الملك محمد السادس، عشية يوم أمس الثلاثاء، إلى العاصمة الرباط بعد زيارة قصيرة إلى الدار البيضاء، خلفت وراءها غضبًا ملكيًا على عدد من المسؤولين الذين يديرون الشأن المحلي بالعاصمة الاقتصادية، وعلى رأسهم الوالي محمد امهيدية، وفقًا لمصادر مطلعة لجريدة “الصحافة” الإلكترونية
وذكرت المصادر ذاتها أن الملك لم يكن راضيًا عن وضعية العديد من المشاريع الكبرى بالمدينة، خاصة إعادة تهيئة شارع الزرقطوني، الذي يعد من المحاور الرئيسية التي يمر منها في كل زيارة، حيث لم ترق الأشغال المنجزة إلى المستوى المطلوب. كما أبدى استياءه من التأخر الكبير في إطلاق أشغال المحج الملكي، المشروع الذي ظل معلقًا لسنوات رغم كونه أحد الأوراش الاستراتيجية التي يراهن عليها المغرب استعدادًا لاحتضان مونديال 2030.
وتزامنت الزيارة الملكية مع تساقطات مطرية كشفت عن ضعف البنية التحتية في مختلف أحياء الدار البيضاء، حيث ظهرت حفر عميقة وبرك مائية في شوارع يفترض أنها خضعت للإصلاح قبل أشهر فقط، مما سلط الضوء على التلاعبات التي تشوب صفقات المشاريع العمومية، خاصة في الجماعات الترابية، والتي لم تصمد إنجازاتها أمام أول اختبار حقيقي.
وكعادتها، لجأت سلطات المدينة إلى عمليات ترقيعية سريعة في محاولة لتلميع المشهد قبل حلول الملك، غير أن سياسة “البريكولاج” لم تنجح في إخفاء العيوب الحقيقية التي تعاني منها العاصمة الاقتصادية، ولم تكن كافية لتجنب غضب ملكي جديد، خاصة أن الملك سبق وأبدى ملاحظاته الصارمة بخصوص تأخر هذه المشاريع في زيارات سابقة.
وكان من المنتظر أن يشرف الملك على تدشين مشاريع جديدة، لكنه غادر المدينة غاضبًا مما عاينه من فوضى وتأخر في الأوراش المفتوحة، وانعدام الجمالية والتنظيم في معظم شوارعها، ليعود السؤال مطروحًا حول ما إذا كانت هذه الغضبة ستفضي إلى محاسبة المسؤولين المتسببين في هذه الاختلالات، وعلى رأسهم الوالي امهيدية، الذي نجح في تغيير ملامح مدن كبرى أشرف على تسييرها سابقًا، لكنه هذه المرة يبدو أنه وقع في فخ الدار البيضاء.