مغربية الصحراء إجماع وطني لاجدال فيه والمغرب لم يطبع مع إسرائيل.

25 ديسمبر 2020
مغربية الصحراء إجماع وطني لاجدال فيه والمغرب لم يطبع مع إسرائيل.

الصحافة _ حسن أبوعقيل من أمريكا 

لنعش على أرض الواقع , وكفى من اللغط الكلامي الذي لن يؤسس إلا للدمار والخراب فمن له أطماع ومصالح يقود العالم بدون شروط إلى الهاوية ويجعل الآخرين يؤدون الثمن باهضا سواء تعلق الأمر بالإقتصاد أو الأرواح .

رأيي ربما يختلف عن الكثيرين وأود مشاركته معكم جميعا ولكم الإختيار في القبول أو الرفض .
أولا : قضية الصحراء بالنسبة للمغرب والمغاربة قصة منتهية بعد إنسحاب إسبانيا في صمت و الملف أغلق بعد المسيرة الخضراء التي قادها الراحل الحسن الثاني بحكمة وذكاء .

اليوم نعيش في إطار محكم الحدود من شمال المملكة إلى أقاليمها الجنوبية تحت قيادة الملك محمد السادس الذي سار على نهج والده ولم يفرط في حبة من رمال الصحراء , وأكثر من ذلك يكرس السيادة تحت شعار ” المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها ” أي ما يسري على شمال المملكة يسري على جنوبها في إحترام تام للشرعية الدولية خاصة منها وقف إطلاق النار والتوصل إلى حل نهائي ينهي النزاع ما جعل المغرب يتقدم باقتراح للحكم الذاتي كفرصة أخيرة مختوم بالشمع الأحمر .

ثانيا : الإعتراف بمغربية الصحراء من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هو مكسب ناضلت من أجله الدبلوماسية الملكية وانتزعته من دولة دائمة في مجلس الأمن الدولي و لها ما لها من قوة الإقتراح ومكانتها عالميا كقطب لمركز القرار وعلاقتها القوية بدول العالم .

ثالثا : لماذا نتحدث عن التطبيع مع إسرائيل والإعتراف الأمريكي يخلو من شرط المقايضة فلا يوجد دليل على أن الرئيس الأمريكي ربط الإعتراف بالتطبيع فهاتوا برهانكم إن كنتم صادقين .

فما يجري على أرض الواقع هو عمل دبلوماسي إداري , تطلبت التغيرات العالمية مراجعة العديد من الملفات المجمدة وكذا القضايا العالقة التي تم توقيعها على أساس ملفات شملها التحفظ إلى حين .

فالعلاقات المغربية الإسرائيلية نفسها هي علاقات دول العالم بإسرائيل ولو إختلف الأمر بين تفضيل السرية أو العلن وكثير من الدول العربية كانت على تطبيع مع إسرائيل وحتى الفلسطينيين أنفسهم فلديهم جزء من التطبيع حيث يتقاضون نصيبهم من الضرائب السنوية من إسرائيل .
فتزامن الإعتراف وتحيين العلاقات الإسرائيلية المغربية لم يعد قابلا للسرية ما جعل المغرب يكرس الدستور المغربي ويعترف بالمكون اليهودي كجزء من ثقافة المملكة. ووردت في ديباجته ان “وحدة البلاد تغذيها وتثريها روافده الافريقية والاندلسية واليهودية والمتوسطية”.

من جهة أخرى فالمغرب له جالية يهودية من أصل مغربي هاجرت إلى إسرائيل وجب التعامل معهم بصفتهم أبناء الوطن , كان ولابد من تحيين اتفاقيات وشراكات تخدم البلدين في واضحة النهار .

رابعا : بلاغ الديوان الملكي كان واضحا خاصة الإتصال الهاتفي من ملك المغرب محمد السادس برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي أكد من خلالها – ملك المغرب – أن موقفه الداعم للقضية الفلسطينية ثابت لا يتغير، وأن المغرب مع “حل الدولتين”، وأن المفاوضات بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي هي السبيل الوحيد للوصول إلى حل نهائي ودائم وشامل لهذا الصراع، وأن المغرب “يضع دائما القضية الفلسطينية في مرتبة قضية الصحراء المغربية، وأن عمل المغرب من أجل ترسيخ مغربيتها لن يكون أبدا، لا اليوم ولا في المستقبل، على حساب نضال الشعب الفلسطيني من أجل حقوقه المشروعة”.

خامسا : كل دولة في هذا العالم تخدم مصالحها قبل مصلحة أي دولة أخرى وتبقى العلاقات الثنائية تخدم المصالح المشتركة فمن أراد أن يسميها ” تطبيع ” فذاك شأنه ومن أراد أن يسميها ” إتفاقيات وشراكات” فله ذلك ,
فكم من دولة عربية اعترفت بالصحراء المغربية ؟ وكم من رئيس دولة عربية وإسلامية إعترف يوما بمغربية الصحراء ؟ ففلسطين التي دعمها المغرب ملكا وشعبا لا تعترف لا حماس ولا فتح بالصحراء المغربية وقس على ذلك مصر وليبيا والجزائر التي افتعلت النزاع حتى لا تفي بوعدها وترسم الحدود.

أليس من حق المغرب والمغاربة أن يتعاملوا بالمثل ويردوا الصاعة صاعين , فمع ذلك , المغاربة شعب مسامح ومسالم رغم أن بذاخلهم بركان من الغيرة على وطنهم ويستمتون في دفاعهم بشهامة الأبطال .

لقد ناضلنا من مواقعنا عن القضية الفلسطينية داخل الأندية الثقافية ودور الشباب ومن الجامعة ومن داخل الإتحاد الوطني لطلبة المغرب , وكتبنا مقالات ومسرحيات طالبنا من خلالها الإعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وإلى يومنا هذا لم تتغير المواقف , لكن من حق رئيس الدولة المغربية وملكها أمير المؤمنين أن يقرر في تدبيره واختياراته إعتبارا أنه قائد الأمة وعلى يمينه ويساره مستشاريه وأجهزته الإستخباراتية التي تحيطه بالمعلومات الجامعة ليكون الأدرى بما يجري ويدور , وليس كما نحن لنا ظاهر الأمور .

فاصل ونواصل

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق