الصحافة _ وكالات
انطباعات ومواقف مناقضة تماما، تلك التي يظهرها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تجاه النظام العسكري الجزائري، بقيادة الرئيس عبد المجيد تبون؛ وهو ما تجلى في تسريب صوتي للرئيس الفرنسي، جرى تسريبه، وتداوله على نطاق واسع بمواقع التواصل الاجتماعي، عشية زيارة تبون إلى فرنسا.
الانتقادات السلبية و شديدة اللهجة للرئيس ماكرون، للجزائر وصلت كما يتضح في التسجيل الصوتي، إلى درجة الإهانة، حين يصف الرجل الأول فيها بـ”الساذج”، وبفاقد القدرة على القرار، في تلميح إلى تحكم الجنرالات في زمام السلطة في الجزائر.
ووصلت الإنتقادات بالرئيس الفرنسي إلى حد وصف الجزائر بـ”سوق الخردة الروسية” في إشارة إلى اعتماد الجزائر في تسليح جيشها على السلاح الروسي؛ وهو ما من شأنه أن يؤثر على المناخ الذي تأتي فيه زيارة تبون إلى الجزائر وقد يقود إلى إلغائها.
في ذات التسجيل الصوتي، حض الرئيس الفرنسي الأوروبيين على التعامل الذكي وبالتبجيل للنظام الجزائري لأنه مصدر أساسي لتموين القارة الأوروبية بالنفط والغاز، مشيرا إلى أن “المغرب لو كانت له النية لإيذاء الجزائر لالتهمها في ظرف قياسي، إلا أن أولوياته الأخرى التي يهتم بها تلهيه عن ذلك”، وأنه “لو خرج هذا الكلام لفجّر الوضع”، يقول الرئيس الفرنسي في التسجيل الصوتي المسرب.
ما كشف عنه هذا التسجيل الصوتي، يناقض حديث فرنسا عن تقديم ضمانات للجزائر حول توفير المناخ المناسب لزيارة تبون إلى باريس، بعد منع الاحتجاج الشعبي الأسبوعي الذي دأب جزائريون معارضون على تنظيمه في ساحة الجمهورية، فضلا عن حجب بث قناة تلفزيونية معارضة.
عكس ما يروج له النظام العسكري الجزائري من “علاقات قوية مع فرنسا”، فقد سبق للرئيس ماكرون، أن أثار غضب الجزائر بعد تصريحات نقلتها صحيفة لوموند في 2 أكتوبر 2021، متهما النظام “السياسي – العسكري” الجزائري بتقديم “تاريخ رسمي لا يستند إلى حقائق” لشعبه.
وأضاف في تصريحات مدوية انذاك:” أن “بناء الجزائر كأمة، ظاهرة تستحق المشاهدة. هل كانت هناك أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي؟ هذا هو السؤال (…)”.
المصدر: زنقة 20