الصحافة _ وكالات
اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب غضبا بعد اعلان السفيرة الفرنسية في المغرب تسلمها تقريرا عن عمل اللجنة المكلفة بإعداد نموذج مغربي من طرف رئيسها، فيما سارع الأخير الى نفي تقديمه التقرير.
الزوبعة التي وصفها كثيرون بالفضيحة، تسببت فيها تغريدة لسفيرة فرنسا في الرباط، هيلين لوغال، في على تويتر كتبت فيها: “أشكر شكيب بنموسى، رئيس اللجنة الخاصة للنموذج التنموي، وهو سفير المغرب في فرنسا، على تقديمه لي هذا الصباح تقريرا مرحليا عن عمل اللجنة.. آفاق جيدة جدًا للنموذج الاقتصادي الجديد”.
غضب المغاربة يأتي في ظل انتقادات واسعة لتشكيلة اللجنة التي شددت منذ تعيين رئيسها من طرف العاهل المغربي على أنها ملتزمة بتقديم نموذج مغربي خالص، وذلك بعد عقود من النماذج المستوردة من فرنسا والتي أثبتت فشلها.
ومنذ الإعلان عن تركيبة اللجنة، انطلقت أصوات منتقدة لهيمنة شخصيات ذات ميولات فرنكفونية وضعف اللغة العربية لديهم، ما أثار حفيظة الكثيرين من اعتبروا أن أعضاءها بعيدين عن اهتمامات وهموم المغاربة وبأنهم يعيشون معزولين عن القاعدة الشعبية.
الأمر لم يتوقف عند خرق رئيس اللجنة لبروتوكولات التعامل مع التمثيليات الأجنبية، لعدم مرور التقرير عبر القنوات الدبلوماسية الممثلة في وزارة الخارجية المغربية وعدم اخبارها قبل الاقدام على هذه الخطوة، وانما تعداه الى تعمد السفيرة الفرنسية، تجاوز الأعراف والتقاليد المتعارف عليها، وذلك بمخاطبتها في تغريدتها، المسؤول المغربي الكبير دون حفظ للألقاب حيث اكتفت بتسميته بـ “شكيب بن موسى…” بدل “السيد شكيب بن موسى”.
وعبر كثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي، عن استيائهم، مما اعتبروه خرقا للأعراف والقوانين الضامنة للسيادة الوطنية، خاصة أن تقديم التقرير المرحلي عن عمل لجنة كلفت من أجل تشخيص أوضاع داخلية تهم المغرب والمغاربة والمؤسسات الوطنية، وذلك بعرض التقرير على سفارة بلد أجنبي قبل عرضه على أي مؤسسة وطنية.
ووضعت ذلك رئيس اللجنة التي أوكل إليها العاهل المغربي محمد السادس مهمة بلورة النموذج التنموي الجديد للمملكة في موقف حرج، بعد أن طاولته انتقادات حادة من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
وعبر نشطاء عن غضبهم من تصرف المسؤول، وصل إلى حد اعتبار ما وقع “فضيحة مدوية وتدخلا سافرا في السيادة المغربية”، ومن بينهم من رأى في الخطوة التي أقدم عليها المسؤول بأنها ترقى الى “تخابر مع دولة أجنبية”، معتبرين أن “الحل الوحيد هو إقالة بن موسى من هذه المهمة ومحاسبته”.
