المغرب يهبّ لنجدة البرتغال بثلاث طائرات “كانادير” لإخماد أشرس حرائقها منذ عقود

13 أغسطس 2025
المغرب يهبّ لنجدة البرتغال بثلاث طائرات “كانادير” لإخماد أشرس حرائقها منذ عقود

الصحافة _ كندا

في خطوة تعكس جاهزية المملكة المغربية وقدرتها على الاستجابة السريعة للأزمات الإقليمية، سارعت الرباط إلى إرسال ثلاث طائرات متخصصة من طراز “كانادير” إلى البرتغال، استجابة لطلب رسمي عاجل تقدمت به لشبونة، بعد أن اجتاحت النيران مساحات شاسعة من شمال البلاد وأتت على آلاف الهكتارات من الغابات والأراضي الزراعية.

هذا الدعم الجوي جاء في وقت بالغ الحساسية بالنسبة للبرتغال، التي وجدت نفسها في وضع هش نتيجة تعطل الطائرات الثلاث المستأجرة لهذا الموسم، ما كشف عن فراغ خطير في منظومتها الوطنية لمكافحة الحرائق، إذ تعد الدولة الوحيدة على ضفاف المتوسط التي لا تمتلك أسطولاً دائماً من هذه الطائرات الحيوية.

المصادر الإعلامية البرتغالية، ومنها صحيفة “ABC” الإسبانية، أشارت إلى أن القرار المغربي لم يتأخر سوى ساعات قليلة، ليحلّ السرب المغربي فوق سماء “ترانكوسو”، حيث أُخطر بإخماد بؤر الحريق التي التهمت أكثر من ثمانية آلاف هكتار وتهدد بامتداد ألسنة اللهب إلى التجمعات السكنية المجاورة.

الأزمة البرتغالية الحالية أعادت إلى الواجهة الجدل حول خياراتها الاستراتيجية في السنوات الماضية، خاصة قرار الحكومة الاشتراكية السابقة شراء مروحيات روسية ثبت لاحقاً ضعف فعاليتها في مواجهة حرائق الغابات، قبل أن تُسلّم إلى أوكرانيا في سياق الحرب الدائرة هناك.

التقارير الرسمية أكدت أن الموسم الحالي شهد رقماً قياسياً في عدد الحرائق، تجاوز 5,700 حريق منذ بداية 2024، وهو ما أدى إلى احتراق أكثر من 60 ألف هكتار، أي ثلاثة أضعاف المعدل السنوي، وسط اتهامات بإشعال 28% من هذه الحرائق عمداً، واعتقال أكثر من 70 شخصاً على خلفية هذه الجرائم البيئية.

المبادرة المغربية لم تمر مرور الكرام في الأوساط البرتغالية، حيث رأت فيها الصحف والمحللون دليلاً على عمق العلاقات التاريخية بين الرباط ولشبونة، ورسالة واضحة حول مكانة المغرب كفاعل محوري في أمن واستقرار المنطقة المتوسطية، وقوة إغاثة قادرة على التدخل خارج حدوده متى استدعت الظروف.

هذه العملية، بما تحمله من بعد إنساني وتقني ودبلوماسي، تعزز صورة المملكة المغربية كدولة تجمع بين القدرات العملياتية العالية والتضامن العملي، في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى التعاون العابر للحدود لمواجهة تحديات الكوارث الطبيعية المتفاقمة.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق