عزيز بنعزوز.. عاشق الطاقة حدّ الجنون السياسي!

29 يونيو 2025
عزيز بنعزوز.. عاشق الطاقة حدّ الجنون السياسي!

الصحافة _ بقلم: عبد الرحيم الشرفي

لا تندهش.
نعم، هو نفسه.
عزيز بنعزوز، الذي دخل السياسة من باب “النقابة”، وخرج منها من نافذة “البام”، وعاد من مجاري “الاختلاسات”، ثم بعث من رماد “الغرفة الثانية”، صار اليوم ناطقًا رسميًا باسم البيئة.
نعم، البيئة!
نفس الرجل الذي لم يزُر غابة قط، ولم يغرس شجرة في حياته، ولم يفرّق يومًا بين “غازات التدفئة” و“تعويضات التنقل”.

الآن، فجأة، صار من أنصار الأرض.
من المدافعين عن المحيطات.
من الغيورين على الأشجار.
ومن الغاضبين على الحكومة لأنها “أجهضت مشروع الربط الكهربائي مع بريطانيا”!
الرجل الذي كان يقيس النجاح بعدد السنتيمات المحوّلة، أصبح اليوم يقيسه بدرجات الاحتباس الحراري!

بنعزوز يا سادة ليس شخصًا.
إنه ظاهرة طاقية متنقلة.
يتنقّل حيث يوجد الجهد العالي:
في النقابة،
في الحزب،
في الفريق البرلماني،
في التفويضات الغامضة،
وفي “الخضر” الذين لم يعودوا يعرفون هل حزبهم يدافع عن الأرض… أم يوزعها!

خان ثقة مؤسسي “البام”،
خان إلياس العماري، الذي آواه، وربّاه، وسقاه اللبن السياسي،
خان حكيم بنشماش الذي سلّمه مفاتيح الحزب والفريق البرلماني، فتركه بلا مفاتيح ولا خزنة،
خان أبناء منطقته الذين صدّقوا أنه جاء ليخدمهم،
فخدم نفسه، ثم نسيهم في محطة “المساهمات غير المحوّلة”.

ولأنه لا يموت سياسيًا،
وجد في حزب الخضر فريسة ناعمة،
دخل من النافذة، وخرج بالقيادة، والتفويض، والناطقية، وحتى بحقوق البث!

تخيّلوا، فقط تخيّلوا،
رجل ما زال حزبه السابق يتهمه بـ”ابتلاع الملايين”،
يصبح اليوم من دعاة الحكامة في الشراكات الاستراتيجية!
كأن نُعيّن قاطع طريق مسؤولًا عن الأمن،
أو نطلب من لص سابق أن يحرس الخزنة.

وها هو اليوم، في لحظة تجلٍّ بيئي،
ينشر تدوينة ملتهبة، ينتقد فيها الحكومة،
ويحذر من خطورة تعطيل “الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة”،
وهو الذي عطّل الحياة السياسية حيثما حلّ،
وساهم في تلويث كل حزب اقترب منه،
بغازات الريع، ودخان الصفقات، وثاني أكسيد الطمع.

عزيز بنعزوز لا يؤمن بالديمقراطية،
ولا بالأحزاب،
ولا بالنقابات،
ولا بالخُضر،
هو فقط يؤمن بشيء واحد:
الطاقة.
الطاقة التي تُشحن في بطاقات الأداء،
وتُفرغ في صناديق الاقتراع،
ثم تُحوّل فورًا إلى رصيد في حساب خاص ببنك خاص في ظروف خاصة.

هو لا يريد إنقاذ الأرض.
بل إنقاذ نفسه من الانقراض السياسي.
لذلك، يتنقّل من حزب لآخر كما يتنقّل الجراد:
يأكل، يترك الفوضى، ويطير.

فاحذروا،
المرحلة المقبلة قد نراه وزيرًا للتنمية المستدامة، أو مندوبًا ساميًا للأرصاد الجوية، أو مفوضًا أمميًا لشؤون التدوير السياسي في القارة الإفريقية.

وفي انتظار ذلك،
دعونا نصفق بحرارة لـ”التحول المناخي” الذي أصاب هذا الكائن السياسي العجيب،
الذي بدأ حياته بـ”النقابة”،
وانتهى بـ”إنقاذ الكوكب”…
كأنه باطمان زمانه!
لكن ببذلة خضراء… وخلفه حساب بنكي لا يذوب مثل الجليد.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق