الصحافة _ كندا
بعد عقود من الحضور في صيدليات المغاربة، ومع شهرة امتدت عبر الأجيال، تدخل “البومادا الصفراء” — الاسم الشعبي لمرهم العيون “أورومايسين 1%” — مرحلة النهاية، بعدما أمرت الوكالة المغربية للأدوية والمنتجات الطبية بسحب دفعات منه من الأسواق المغربية بسبب “تغيرات فيزيائية” ناجمة عن سوء التخزين.
الوكالة، في مراسلة رسمية إلى شركة “بروموفارم” الموزعة، طالبت بسحب فوري لدفعات محددة من هذا المرهم واسع الانتشار، من جميع نقاط البيع، بما في ذلك تجار الجملة، الصيدليات، والعيادات الطبية. كما طلب مدير الوكالة، سمير أحيد، مده بتقرير مفصل يشمل عدد العلب الموزعة والمسترجعة، وتقرير عملية الإتلاف.
وشددت الوكالة على ضرورة إشعار كافة مهنيي الصحة بهذا القرار قبل أي عملية توزيع مستقبلية، في إطار إجراءات احترازية لضمان سلامة المرضى.
“أورومايسين 1%”، الذي لطالما وُصف في وصفات الأطباء لعلاج التهابات العيون والأمراض الجلدية البكتيرية، كان يُعتبر من الأدوية المرجعية في البيوت المغربية، خصوصاً في فترات ما قبل الاستقلال وبعده، حيث كانت بدائل الأدوية محدودة، وكان “البومادا الصفراء” هو الحل السريع والفعال في معظم الحالات.
وتأتي هذه الخطوة في إطار توجه عام لتعزيز الرقابة على جودة الأدوية المتداولة بالمغرب، خصوصاً تلك الحساسة التي تمس بصحة العين والجهاز البصري، في ظل مسؤولية الوكالة عن مراقبة جودة وسلامة المنتجات الطبية، وضمان تتبعها في السوق، إضافة إلى ترشيد نفقات الدواء عبر تشجيع المثائل والأدوية الجنيسة.
هكذا، ومع نهاية “البومادا الصفراء” التي حملت معها ذكريات علاجية لعقود من الزمن، تطوي الصحة المغربية صفحة من تاريخ الأدوية التي وسمت مسيرة العلاج الشعبي، معلنة دخول عهد أكثر صرامة في الرقابة على جودة ما يصل إلى أرفف الصيدليات.