الصحافة _ كندا
كشف مصدر عليم الاطلاع لجريدة “الصحافة” الإلكترونية أن المجلس الإداري لميناء طنجة المتوسط قرر، اليوم الخميس، إعفاء مديره العام، حسن العبقري، من منصبه، وذلك خلال اجتماع طارئ خصص لمناقشة المعطيات المتداولة حول تورطه في أنشطة تجارية خارجية قد تتعارض مع مسؤولياته الرسمية.
وحسب نفس المصدر، جرى تعيين محمد أولعربي لتولي مهام الإدارة بالنيابة، في انتظار استكمال التحقيقات التي تهم تأسيس حسن العبقري لشركة استشارية في مدينة فالنسيا الإسبانية، إضافة إلى تورطه في معاملات عقارية بإسبانيا منذ يناير الماضي.
وتكشف المعطيات التي أوردتها الصحافة الإسبانية، أن حسن العبقري لم يكتفِ فقط بإدارة أحد أهم الموانئ في إفريقيا، بل بدأ مشروعًا خاصًا به في إسبانيا، حيث أسس شركة “نيو بورت كونسالتينغ 2024” التي تقدم خدمات استشارية في المجال المينائي.
الشركة تم تسجيلها رسميًا وفقًا للسجل التجاري الإسباني برأس مال رمزي قدره يورو واحد، وبدأت عملياتها يوم 13 يناير من هذه السنة، ويقع مقرها في قلب مدينة فالنسيا، بالقرب من بلديتها، حيث تركز على تقديم استشارات تقنية في إدارة الخدمات المينائية، إلى جانب الاستثمار في القطاع العقاري عبر شراء وإدارة وتحويل واستغلال العقارات الريفية والحضرية، باستثناء التأجير التمويلي.
الخطوة التي قام بها حسن العبقري تثير تساؤلات حول إمكانية استغلاله لموقعه الاستراتيجي كمدير عام لميناء طنجة المتوسط لتحقيق مكاسب خاصة، خاصة أن شركته الجديدة تنشط في قطاع تنافسي يمس مباشرة بالموانئ الإسبانية، مثل ميناء الجزيرة الخضراء وفالنسيا. الميناء المغربي حقق في السنوات الأخيرة أداءً بارزًا، حيث سجل في عام 2023 معالجة حوالي 8.61 مليون حاوية مكافئة، مما وضعه في المرتبة التاسعة عشرة عالميًا من حيث حجم الحاويات المتداولة. كما احتل المرتبة الرابعة عالميًا في مؤشر أداء موانئ الحاويات، وهو ما يعكس مكانته كأحد أهم الموانئ اللوجستية في العالم.
القرار المفاجئ بإعفاء حسن العبقري يأتي أيضًا في ظل تزايد الحديث عن علاقات الميناء المغربي بنظرائه الإسبان، حيث سبق لمسؤولي طنجة المتوسط، وعلى رأسهم العبقري، أن عقدوا اجتماعات مع ممثلي ميناء الجزيرة الخضراء لمناقشة سبل التعاون.
كما شهد شهر شتنبر الماضي زيارة وفد من رجال أعمال إسبان إلى المغرب، حيث التقوا بمسؤولي ميناء طنجة المتوسط، واطلعوا على دوره المتنامي كمركز لوجستي عالمي. خلال هذه الزيارة، قدم حسن العبقري إحصائيات مفصلة حول أداء الميناء، مؤكدًا أهميته في سلاسل التوريد الدولية.
ووجهت البرلمانية عائشة الكرجي عن الفريق الاشتراكي، سؤال شفوي موجه إلى وزير النقل واللوجستيك حول تأسيس مدير ميناء طنجة المتوسط لشركة استشارات فنية في إسبانيا وتأثير ذلك على سرية المعطيات الوطنية.
وقالت الكرجي في سؤالها ” أثار تأسيس مدير ميناء طنجة المتوسط لشركة متخصصة في تقديم خدمات الاستشارات الفنية في إدارة الخدمات المينائية بمدينة فالنسيا الإسبانية جدلاً واسعًا، بالنظر إلى حساسية المعطيات المرتبطة بالبنية التحتية المينائية الوطنية، وضرورة الحفاظ على سرية المعلومات المتعلقة بتسيير هذه المرافق الحيوية”.
وأوردت أنه “في هذا السياق، تتزايد المخاوف بشأن إمكانية تسريب أو نقل بيانات حصرية قد تؤثر على الأمن الاستراتيجي والاقتصادي للمملكة، خاصة أن الموانئ تعتبر أحد الركائز الأساسية للاقتصاد الوطني والتبادل التجاري الدولي.”
وتساءلت البرلماني الكرجي عن الإجراءات التي تعتمدها الوزارة الوصية على القطاع لضمان حماية المعطيات الاستراتيجية المتعلقة بإدارة الموانئ المغربية ومنع تسريبها؟، وهل توجد بنود قانونية أو تنظيمية تمنع تكرار مثل هذه الحالات، وتضمن عدم استغلال الخبرات المكتسبة في الموانئ المغربية لصالح جهات أجنبية؟
ويثير تأسيس المدير العام لميناء طنجة المتوسط لشركة خاصة فوق الأراضي الاسبانية مخاوف حقيقية حول النزاهة وتكافؤ الفرص وتضارب المصالح، خاصة أن الميناء المغربي يعد منافسًا مباشرًا لموانئ إسبانيا،
