الصحافة _ الرباط
أجاز البنك الدولي، منح المغرب قرض بقيمة 450 مليون دولار ( 3,98 مليار درهم) لدعم استراتيجية المملكة طويلة الأجل لتعزيز رأس المال البشري، حيث سيوجه ذلك القرض لتمويل تحسين نواتج تنمية الطفولة المبكرة في العالم القروي، في إطار المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية مع التركيز على تنمية الطفولة المبكرة.
وقال المدير الإقليمي لدائرة المغرب العربي بالبنك الدولي جيسكو هينتشيل: “لن يحقق الطفل الذي يولد اليوم في المغرب سوى 50 في المائة من إمكاناته التنموية والإنتاجية في سن الثامنة عشرة، فالمسار الاجتماعي والاقتصادي المستقبلي للمغرب مشروط بتحسين قدرته على تسريع وتيرة التقدم في تحقيق تراكم رأس المال البشري وتوزيعه على نحو عادل ومنصف”، مضيفا أن “البرنامج المقترح سيساند الإجراءات التدخلية الحاسمة لتعزيز فرص حصول سكان القرى في المغرب على خدماتِ ذات جودة معقولة في مجال تنمية الطفولة المبكرة”.
ويرمي البرنامج كذلك، حسب بلاغ للبنك الدولي، إلى “تعزيز النُهج التي اعتمدتها حكومة المغرب والتي تستند إلى الأدلة والشواهد المتعلقة بتنمية الطفل” مضيفا أن نواتج التنمية غير المتكافئة بين الأطفال في المناطق القروية ارتبطت في المغرب بـ”عدم حصولهم على برامج تنمية الطفولة المبكرة ذات الجودة المعقولة، فضلاً عن محدودية توفر الخدمات التي تركز على التغذية والصحة والتحفيز الإدراكي المبكر لديهم”.
وأكدت المؤسسة والمالية الدولية أن هذا البرنامج سيقوم بمساندة مجموعة من الخدمات في المناطق القروية من شأنها معالجة أوجه القصور في البرامج والخدمات التي سبق تقديمها في تلك المناطق.
وترى فضيلة كايلود، كبيرة الخبراء الاقتصاديين والرئيسة المشاركة لفريق عمل البرنامج، أن السنوات الأولى من الحياة، تعد هي وقت النمو الإدراكي والاجتماعي والوجداني المكثف، مؤكدة أن “التجارب التي يمر بها الأطفال في هذه المرحلة المبكرة من النمو هي التي تحدد حالتهم الصحية ومستوى رفاهيتهم سلباً وإيجاباً لسنواتِ قادمة؛ والاستثمار في صحة الأطفال الصغار وتغذيتهم وتعليمهم هو أفضل استثمار يمكن لبلد ما القيام به، ويسرنا أن نساند هذه المبادرة الإستراتيجية”.
وذهب البنك إلى أنه من المقرر تعزيز متابعة خدمات تنمية الطفولة المبكرة وتقييمها وتنسيقها باستخدام الآليات المؤسسية القائمة بالفعل، حيث توضح سميرة نيكاين، خبيرة التعليم والرئيسة المشاركة لفريق عمل البرنامج أن “ثمة أهمية بالغة لمتابعة التنمية الشاملة للأطفال منذ ولادتهم حتى التحاقهم بالمدارس الابتدائية لتمكين أنظمة التنمية المبكرة في جميع أنحاء العالم من مساندة الأطفال المعرضين للأخطار على نحو فعال”.
ويعتبر لوك لافيوليت، رئيس برنامج التنمية البشرية والرئيس المشارك لفريق عمل البرنامج، بالقول إن أوجه عدم المساواة في نواتج التنمية الخاصة بالأطفال في المناطق القروية” تعكس عدم إمكانية الحصول على الخدمات، فضلا عن محدودية الحصول على خدمات الرعاية التغذوية والطبية والتعليمية في مرحلة الطفولة المبكرة. ولذلك سيساند هذا البرنامج خدمات التعليم والصحة والتغذية في المناطق القروية”.