الصحافة _ وكالات
وصف الموقع الإخباري الأردني “عمون” استئناف المغرب لعلاقته مع إسرائيل بان”لها “خصوصية وميزة فريدة تتمثل في البعد الإنساني لهذه العلاقة التي لم تنقطع مع إسرائيل، والتي يشكل فيها بما يقارب مليون إسرائيلي من أصول مغربية حجر الزاوية”.
وأشار ذات الموقع إلى المكانة المتميزة التي يكنها جلالة الملك محمد السادس لليهود المغاربة، موضحا أن هذه المكانة: “تجد مرجعيتها في حقوق المواطنة الكاملة التي يكفلها ويضمنها الدستور لهذا المكون الاجتماعي المغربي، الذي يشكل أحد روافد الهوية المغربية. وهذه الخصوصية في العلاقات لا نجدها إطلاقا بمنطقة الشرق الأوسط لسبب واحد هو انقطاع أواصر المواطنة”.
وأضاف الموقع أن المغرب يقيم به منذ زمن طويل جالية يهودية لها معابدها ومحاكمها العبرية الخاصة بها ، وأعيادها ، كما أن للمملكة جالية يهودية في العالم وخاصة في إسرائيل تصل إلى 700 ألف من أصول مغربية يزورون المغرب بانتظام في مناسبات عائلية واحتفالات دينية .
“من هذا المنطلق يمكن أن نستوعب الدور التاريخي للمغرب في الدفع بعملية السلام بالشرق الأوسط بفضل امتلاكه تلك القنوات الطبيعية للتواصل، والخصوصية المتميزة المتمثلة في البعد الإنساني للعلاقات المغربية الإسرائيلية” يضيف الموقع.
وأكد الموقع أن المغرب ظل يوظف علاقاته مع إسرائيل للتأكيد على حقوق فلسطين ، التي كانت السلطة الفلسطينية نفسها توافق عليها في التسعينيات انطلاقا من مبادرة فاس 1981 بالمغرب .
ويتأكد دور المغرب في الدفاع عن القضية الفلسطينية أيضا ، بحسب المقال ، من خلال روح التجرد في المقاربة الدفاعية ، لأنه ليس للمملكة مصلحة خاصة بالمنطقة ، سوى مصلحة الشعب الفلسطيني في نيل حقوقه المشروعة التي لن تسقط بالتقادم.
وسجل أنه ” كان للمغرب مقاربة ثابتة للسلام في الشرق الأوسط ، إذ كان يتحدث عن السلام كرؤية مستقبلية ، في سياق إقليمي شرق أوسطي كان يتحسس من كلمة ” السلام ” حينها ويعتبرها طابو ومن المحرمات ، ورغم ذلك لم يألو المغرب جهدا في توظيف علاقته مع اليهود المغاربة وتسخيرها خاصة مع المسؤولين منهم لخدمة السلام والقضية الفلسطينية والمجتمع الفلسطيني “.
وأكد الموقع على أن العلاقات بين المغرب وإسرائيل كانت عاملا محفزا لإنجاز عدد من المشاريع ذات البعد الاجتماعي والتعليمي والعمراني التي أشرفت عليها وكالة بيت مال القدس.
واستحضر في هذا السياق ، حرص صاحب الجلالة الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي ، على صيانة الهوية الإسلامية للقدس الشريف وحماية المسجد الأقصى .
وتابع ” هو سياق مغربي متميز له خصوصيته في علاقته مع اليهود لا يمكن أن يقارن بأي سياق عربي آخر ، ويحمل رؤية براغماتية للقضية الفلسطينية ، وبالتالي لا يمكن فهم سلوك المغرب في استئناف علاقته مع إسرائيل إلا في هذا السياق الخاص لأن العلاقات كانت أصلا طبيعية وظلت قائمة لم تتوقف ، وبالتالي فإن إسقاط مصطلح التطبيع بين المغرب وإسرائيل خارج السياق المغربي وغير ذي معنى “.
المصدر: 2M