الصحافة _ وكالات
عاد “الذباب الإلكتروني الإماراتي” مجددا لمهاجمة المغرب، حيث شنت حسابات إماراتية “مشبوهة”، على مواقع التواصل الاجتماعي، حملا جديدة للمساس بالشأن الداخلي للمملكة، في الوقت الذي تشهد العلاقات المغربية الإماراتية أزمة “صامتة” غير مسبوقة.
ملامح هذه الأزمة الصامتة التي ظهرت إلى العلن، غذاة استدعاء أبو ظبي سفيرها في الرباط، والتي عمرت لأكثر من عام، عندما غاد السفير الإماراتي لدى الرباط علي سالم الكعبي المغرب في أبريل من العام الماضي، بناء على طلب مستعجل من بلاده، والذي سرعان ما رد عليه المغرب بسحب سفيره قبل أسابيع.
ورغم إصرار الطرفين على الحفاظ على الودّ، وإنكار وجود أزمة في العلاقات بينهما، إلا أن “الذباب الإلكتروني” التابع لبعض الصفحات الإماراتية لازال يصر على استهداف ومهاجمة المملكة من حين لآخر، من خلال تشويه صورتها والإساءة إليها وتبخيس مجهوداتها.
وفي هذا الإطار، فقد شنت صفحات إماراتية حديثة على مواقع التواصل الاجتماعي، حملات ممنهجة تروم “المساس بالشأن الداخلي” للمملكة، من خلال تدوينات تحاول استقطاب النشطاء والتحكم في الرأي العام، وهو ما تصدى له العديد من المغاربة الذين عمدوا إلى إشعار إدارة الفايسبوك بمحتويات هذه الصفحات.
كما ظهرت صفحة تحمل اسم “مركز الإمارات للدراسات والإعلام” تتم إدارتها من ليبيا، والتي تتضمن “تدوينات مشبوهة” من قبيل ما نشر بتاريخ 25 ماي الجاري، من أن “استقرار المملكة المغربية يبدأ بالإطاحة بحزب العدالة والتنمية”، وأنه “يجب القضاء على الإخوان في تونس وليبيا والمغرب كما تم القضاء عليهم في مصر”، تضيف.
ويرى بعض المتتبعين المغاربة، أن هذه التدوينة المشبوهة “تلخص سياسة التحالف الخليجي الاستئصالي، الذي سبق وانكشفت مؤامراته في محاولة التدخل في الشأن الداخلي المغربي، وكذا سياسة تحالف الشر، الذي يعادي الديمقراطية وحرية الشعوب ويتخفّى خلف شعار محاربة الإخوان المسلمين”.
ويجمع بعض المراقبون على أن الأزمة الدبلوماسية الغير مسبوقة التي اندلعت بين المغرب والإمارات قبل 3 سنوات “وصلت فعلا إلى مفترق الطرق”، بعد أن شهدت أحداثا متصاعدة، وصلت لذروتها بعد قرار الرباط خفض تمثيليتها الدبلوماسية بالإمارات.
فيما يعتقد الكثير من المحللين أن سبب الأزمة القائمة بين الرباط وأبو ظبي يرجع إلى الخلاف حول الحصار الإماراتي السعودي لقطر، ثم أضيفت إليها ملفات أخرى مثل الوضع في ليبيا.
فمنذ اندلاع الأزمة الخليجية في يونيو 2017، حين قطعت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها بالدوحة، تشهد العلاقات المغربية الإماراتية والسعودية “فتوراً” غير مسبوق تعكسه مؤشرات عديدة.
وخلال الأزمة الخليجية المستمرة حتى اليوم، اختار المغرب التزام الحياد، وعرض القيام بوساطة بين الأطراف المتنازعة، كما أرسل طائرة محملة بالمواد الغذائية إلى قطر، وزار العاهل المغربي الدوحة لاحقاً، في نونبر 2017، والتقى أميرها.