2026 على الأبواب والسياسة تطارد الشباب الغائب الأكبر

25 مارس 2025
2026 على الأبواب والسياسة تطارد الشباب الغائب الأكبر

الصحافة _ كندا

في غمرة الاستعدادات المبكرة للاستحقاقات التشريعية لسنة 2026، بدأ النقاش السياسي في المغرب يتحول من حسابات الكواليس إلى سؤال واحد يتردد في كل المنصات: أين هم الشباب؟ وكيف يمكن إعادتهم إلى واجهة العمل السياسي بعدما باتوا أكبر الغائبين عن المشهد الحزبي والمؤسساتي؟

سؤال العزوف عاد بقوة إلى طاولة النقاش، مدفوعًا بندوات سياسية متتالية شهدتها الأيام الأخيرة، أبرزها الندوة التي نظمتها الشبيبة الحركية لحزب الحركة الشعبية بشراكة مع مؤسسة “فريدريش ناومان”، حيث أطلق إلياس السباعي، عضو المكتب التنفيذي للشبيبة، صفارة الإنذار معلنًا أن زمن التشخيص قد انتهى، وأن الشباب بحاجة لتمكين فعلي لا شعارات فضفاضة.

السباعي لم ينف وجود شباب في مناصب القرار، لكنه أكد أن وجودهم لا يعني بالضرورة تأثيرهم، مشيرًا إلى أن إشراكهم الحقيقي يمر عبر تأهيلهم وتوفير الأدوات اللازمة لهم للمشاركة في صياغة السياسات العامة، وليس الاكتفاء بوضعهم في الواجهة لغايات تجميلية.

الخطاب نفسه حمله محمد زروك، نائب الكاتب العام للشبيبة، محذرًا من استمرار فجوة الثقة بين الشباب والأحزاب. زروك شدد على أن الإقصاء السياسي يبدأ من داخل التنظيمات الحزبية، حيث تغيب الشفافية في اختيار المرشحين، وتُغلق الأبواب أمام الطاقات الجديدة. وأضاف أن الشباب لا ينقصهم الحماس، بل تنقصهم الفرص، وسط واقع اجتماعي يزداد هشاشة، وبطالة تلتهم الأمل، وشعور جماعي بأن السياسة لم تعد طريقًا لحل المشاكل، بل جزءًا منها.

وإذا كان السباعي وزروك قد اكتفيا بالتشخيص والتأطير السياسي، فإن المهدي ليمينة، عن شبيبة الأصالة والمعاصرة، ذهب أبعد، مؤكدًا أن الشباب المغربي لم يهجر السياسة، بل هجر الأحزاب، واختار التعبير بوسائله الخاصة: فيديوهات، محتوى رقمي، نقاشات على إنستغرام ويوتيوب… حيث لا وصاية ولا خطوط حمراء. بالنسبة له، الخلل في الخطاب الحزبي الذي لم يتطور، ولم يعد يواكب تطلعات الجيل الجديد.

ليمينة دعا إلى دمج التربية السياسية في المناهج الدراسية، ودعم المبادرات المستقلة، وتحديث الوسائط الحزبية لتكون أكثر تفاعلية، معتبرًا أن “السياسة الجذابة” هي المدخل الحقيقي لعودة الشباب.

في ندوة رقمية انعقدت يوم أمس، بعنوان “المشاركة السياسية للشباب”، أكد الدكتور العباس الوردي أن الكفاءات موجودة، والطموح حاضر، لكن الغائب الأكبر هو المناخ السياسي الجاذب. الوردي شدد على أن إشراك الشباب ليس امتيازًا بل واجب دستوري ومسؤولية وطنية، مشيرًا إلى أن كل الوثائق المرجعية تدعو لذلك، لكن التنزيل لا يزال بطيئًا ومترددًا.

النقاشات كلها converge نحو نفس النتيجة: لا ديمقراطية بدون الشباب، ولا سياسة ناجحة بدون تجديد نخبها. والكل متفق على أن 2026 قد تكون محطة مفصلية، فقط إن اختارت الأحزاب أن تكون على قدر اللحظة.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق