الصحافة _ مونتريال، كندا
قبل أربع سنوات تجولت في مدينة فاس أثناء بث مباشر، ووقفت على الوضع الكارثي الذي كانت عليه المدينة، وخصوصا في مركز المدينة (ساحة فلورانس والشوارع المجاورة)، رصيف مقتلع، واجهات المباني متسخة، الشارع الذي كان عند الفاسيين يوصف بأحسن شارع في إفريقيا، بات باهتا.
اشتكى لي رجال أعمال من الجو المكهرب الذي كان يسود خلال السنوات الأخيرة بين مختلف مكونات الإدارة في المدينة، وقال البعض منهم أن استثماراتهم توقفت لسنوات بسبب التشنج السائد آنذاك بينهم وبين الإدارة القديمة.
سمعت الكثير من الكلام الطيب عن السيد الوالي معاذ الجامعي، ويوم امس، فهمت ماذا كان يعني المواطنون ورجال الأعمال ب “الامل” الذي حمله معه الوالي الجديد الى المدينة. فبعد انطلاق المقابلة حضر السيد الوالي مرفوقا برئيس مجلس المدينة ومدير امنها والكاتب العام، وعدد من مسؤولي المدينة الكبار، ألقى السيد الوالي التحية على الجمهور في المقاعد الخلفية، ثم اخذ مكانه لمتابعة أطوار المقابلة.
رأيت كيف أن أعضاء مكتب فريق المغرب الفاسي سارعوا الى الترحيب بالزوار، بل منهم من ترك مكانه لأحد مرافقي السيد الوالي، لتتضح لي معالم الانسجام بين مختلف مكونات إدارة ومجلس المدينة، والفاعلين الجمعويين، ومكتب المدينة؛ ذاك الانسجام الذي افتقدته مدينة فاس خلال الحقبة السالفة، كما يقول غالبية سكان المدينة ورجال الأعمال.
إن هاته الروح الجديدة التي ضخها السيد الوالي معاذ الجامعي في مدينة فاس، نرى أثرها على البنية التحتية، وعلى المشاريع التي باتت تترعرع هنا وهناك، واهم من هذا كله، رغبة رجال الأعمال في المساهمة بشكل فعال في تنمية اقتصاد المدينة .
من جهة أخرى، يجدر بنا ان نشيد بالجانب التنظيمي الرائع لعملية دخول وخروج الجماهير الى الملعب، وهنا تحضر الخبرة التي ايان عنها رحال الامن وأعوان السلطة في ضمان الانسيابية في حركة تنقل الجماهير، حيث امتلأت جنبات الملعب بهم، وكانوا يقفون بنظام وانتظام، راسمين بذلك لوحة قمة في الروعة، ومؤكدين على جاهزية إدارة الأمن الوطني لاحتضان فعاليات رياضية عالمية وغيرها.
الوقوف على هاته الحقائق يفهم الأسباب التي تدفع بعض مغاربة العالم المحسوبون على رؤوس الأصابع، الى انتقاد مؤسسة الأمن والسيد حموشي على وجه الخصوص، ولو اتيحت لهم فرصة معاينة عمل الآلة الأمنية في مثل هاته المحافل الضخمة، لاستحيوا من انفسهم ومما يقولون، خصوصا أولئك الذين احتاروا في خلفية الحائط الذي خلفهم، والذي لا تتعدى مساحته اربعة امتار، تارة يضع صورة وأخرى يضع آلة موسيقية.. فأنى له أن يستوعب حجم المسؤولية التي تقع على كتف مدير أمن مدينة فاس مثلا، ومدير إدارة الأمن الوطني، أو المسؤول الأول عن اعوان السلطة.