جمال اسطيفي*
بداية من الموسم المقبل ستبدأ الجامعة الملكية المغربية استخدام تقنية “الفار”، وذلك بموجب عقد يمتد أربع سنوات يجمع الجامعة بالمجموعة الإسبانية “ميديا برو” التي تشرف على “الفار” في دوريات أخرى كإسبانيا والبرتغال واليونان والمكسيك والشيلي والإمارات العربية المتحدة، بجانب بطولات قارية أخرى كالليبرتادوريس وكوبا أمريكا وكأس إفريقيا للأمم التي سيبدأ فيها استخدام هذه التقنية بداية من الدور ربع النهائي.
وإذا كان استخدام “الفار” خطوة إيجابية بحثا عن عدالة كروية أكبر، وتحكيم بأقل عدد من الأخطاء يضمن تكافؤ الفرص، إلا أن ثمة بعض الملاحظات التي تطرح نفسها، وتحتاج إلى من يضع النقاط على حروفها.
لقد جاء الإعلان عن توقيع العقد من طرف الشركة الإسبانية، وليس من طرف الجامعة الملكية المغربية، أو لم يكن من اللائق أن تكون جامعة كرة القدم سباقة إلى الإعلان عن العقد وتفاصيله ونشر بلاغ في الموقع الرسمي للجامعة، بدل أن تنوب عنها الشركة الإسبانية؟
أين هو التسويق الإيجابي لمثل هذه الأمور الذي يجب أن تكون جامعة كرة القدم هي السباقة للإعلان عنه، بدل أن يأتي الخبر الرسمي من إسبانيا.
هذا على مستوى الشكل، أما على مستوى المضمون، فإن الجامعة ملزمة بالإجابة عن مجموعة من التساؤلات من قبيل عدد الكاميرات التي ينص عليها العقد المبرم مع شركة ميديا برو، وهل ستكون هناك وحدة مركزية من المعمورة، أم أن الأمور التقنية ستحول دون ذلك، وكيف سيتم تثبيت الكاميرات خصوصا أن عددا من الملاعب المغربية لا تستجيب لهذه الشروط؟ وهل تم إعداد حكام “الفار” بشكل كاف، خصوصا أن ثماني مباريات ستقام كل أسبوع؟
في الشيلي مثلا دخلت 14 شركة تستخدم الفار على الخط، وبعد أن بدأت عملية التنفيذ تم التوصل بأربع طلبات، قبل ان تستقر المناقصة التي أشرف عليها فريق متخصص على شركة “ميديا برو”.
وكان لافتا للانتباه أن العصبة الاحترافية في الشيلي هي التي أشرفت على كل شيء، وليس الجامعة.
في الشيلي تم الاتفاق على بدأ استخدام “الفار” بشكل تدريجي، بداية من مسابقة الكأس، على أن يشمل “الفار” كل مباريات الدوري البالغ عددها 240 بداية من موسم 2020/2021.
في المغرب كل ما نعرفه هو أن “الفار” سيستخدم بداية من الموسم المقبل، أما كيف ووفق أية آليات، وهل تم تهيئ الموارد البشرية واللوجستييكية والبنية التحتية اللازمة لذلك، فلا أحد يعرف ذلك بالتفصيل.
إن استخدام “الفار” يعني السعي للحصول على أعلى معايير المنافسة، وهو نظريا قفزة مهمة للأمام، لكننا في حاجة إلى “فار” أكبر يصحح الكثير من الاختلالات، وبينها ثقافة التسويق والتواصل الغائبة عن المشهد الكروي.
هناك من سيقول إن مشاركة المنتخب الوطني في “الكان” تحظى بالأولوية.
لا أحد قال عكس ذلك، لكن الجامعة ليست المنتخب الوطني فقط، إنها بطولة بأقسام متعددة وبرهانات كبيرة، كما أن في الجامعة مكتب مديري به العديد من اللجان، وإدارة بموظفين، فما الغاية من تواجد كل هؤلاء إذا كان الجميع قد شدوا الرحال إلى القاهرة، وهم يأكلون ويشربون ويرقصون ويحصلون على تعويضاتهم السمينة، بينما حدث مهم كاستخدام “الفار” يمر مرور الكرام بلا تفاصيل.
*صحفي بجريدة المساء المغربية