الصحافة _ وكالات
أثار خبر تشييد منظمة ألمانية نصبا تذكاريا ومركزا تعليميا لـ”الهولوكوست” قرب مدينة مراكش، موجة من الجدل داخل المغرب، واعتبر مناهضو التطبيع وبعض وجوه التيار السلفي الأمر جريمة تمس بسيادة المغرب.
ففي تدوينة على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك تساءل عزيز هناوي، الكاتب العام للمرصد المغربي لمناهضة التطبيع “هل أصبح المغرب ماخورا للصّهينة والدعاية الصهيونية إلى هذا الحد”.
وتساءل هناوي “لماذا لا يتم بناء نصب تذكاري لضحايا الإرهاب الصهيوني النازي الحقيقي على مدى أكثر من 70 عاماً بحق فلسطين الأرض والإنسان والمقدسات منذ فترة الانتداب البريطاني وبعد إعلان قيام كيان صهيون حتى هذه اللحظة؟”.
وأضاف متسائلا “لماذا لا يتم بناء نصب تذكاري لحارة المغاربة في القدس التي اغتصبها اليهود الصهاينة في الساعات الأولى من احتلال القدس عام 67 عندما قتلوا سكانها وهجروا من بقي منهم حياً وأحالوها ساحة مبكى زوراً بجوار حائط البراق”.
وتابع “لماذا لا يتم بناء نصب تذكاري لضحايا المحارق الإسرائيلية بحق أطفال صبرا وشاتيلا ودير ياسين وجنين وغزة وقانا؟”. وتساءل أيضا عن علاقة المغرب بالهولوكوست “حتى يتم بناء أكبر نصب له في العالم؟.
وبعد إقدام السلطات العمومية يوم أمس الإثنين على هدم النصب التذكاري نشر هناوي تدوينة أخرى قال فيها “لا معنى لهدم أصنام الهولوكوست..دون كشف كل الحقيقة عن فضيحة الفضائح: كيف ومتى ومن وأين تمت هندسة وتنفيذ الجريمة طيلة عام كامل”.
بدوره تحدث السلفي حماد القباج المعروف بقربه من حزب العدالة والتنمية، عن الموضوع، وقال في تدوينة على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك يوم أمس الإثنين، إن مطالعته لخبر بناء نصب الهولوكوست يعد “من أسوأ الأخبار التي يمكن أن يقرأها محب لوطنه ومدينته على الإطلاق”.
وتساءل “كيف يعقل أن تسمح الدولة بذلك والحال أننا لم نقم نصبا تذكاريا لجرائم الدولة الصهيونية في فلسطين؟”، وأضاف “أين نحن من مجازر الدولة الصهيونية في غزة منذ عام 2008 التي قتلت في أولاها: 1500 مدني أعزل منهم 400 طفل”.
وزاد “أين نحن من مجزرة شارون في صبرا وشاتيلا التي استمرت 3 أيام عام 1982؟ أين نحن من مجزرة قتل 25000 عثماني على يد الجيش البريطاني الذي احتل القدس عام 1917؟ أين نحن من جرائم فرنسا في شمال إفريقيا منذ 1790 و1830؟ أين نحن من مجزرة محاكم التفتيش الصليبية ضد مسلمي الأندلس؟”.
واعتبر القباج أن هذه المجازر “أولى عندنا من مجزرة تم التلاعب بها بشكل سمج يفقدها البعد الإنساني النبيل”، وأضاف أن سماح الدولة “بهذه الجريمة” يمثل مساسا “خطيرا بالسيادة الوطنية” و”إمعانا خبيثا في التنكر لتاريخنا وحضارتنا ومقومات هويتنا في مقابل خدمة تاريخ العدو وتلميع تاريخه المظلم “.
وسار السلفي حسن الكتاني في نفس الاتجاه وقال في تدوينة مرفقة بخبر حول ببناء النصب التذكاري للمحرقة “ما هذه المهزلة؟ واي علاقة لبلادنا بالهولوكوست حتى نبني اكبر نصب له في مدينة الإمام المجاهد يوسف بن تاشفين؟”.
بدورها اختارت جماعة العدل والإحسان صفحتها الرسمية في موقع الفايسبوك، لتعبر عن موقفها من بناء نصب للمحرقة اليهودية قرب مراكش، وتساءلت “هل تعلم أن مدينة مراكش الحمراء المعروفة بتاريخها وحضارتها والتي تفاجأ سكانها ببناء “معلمة صهيونية” لتدريس تاريخ الكيان (والتي هدمت بعد ذلك) هي مدينة المجاهدين والصالحين الفاتحين”.
وأضافت أن المدينة الحمراء “انطلق منها سكان وجنود مغاربة في أضخم أسطول ليعقوب المنصور المغربي لنصرة صلاح الدين الأيوبي ضد التكالب الصليبي وبغية تحرير بيت المقدس في 1187م؟”.
يذكر أن السلطات المحلية قامت يوم أمس الإثنين بهدم النصب التذكاري للهولوكوست، الذي كانت تشرف على تشييده منظمة ألمانية غير حكومية.
وجاء في بلاغ للسلطات المحلية بالإقليم إن “الأخبار المتداولة من طرف بعض المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي بخصوص إقامة مشروع، من طرف مواطن أجنبي، يضم متحفا والعديد من المرافق بالإضافة إلى نصب تذكاري على شكل لوحات فنية بجماعة آيت فاسكا لا أساس لها من الصحة”، وشددت على أن “المصالح المختصة لم تصدر أي ترخيص لإقامة أي مشروع”.
