الصحافة _ الرباط
بدأت الأمانة العامة الجديدة لحزب العدالة والتنمية من الان في محاولة إعادة الحزب إلى سابق عهده من حيث قوته وتأثيره، بقيادة الأمين العام للحزب، عبد الاله بنكيران، عقب الخسارة الانتخابية الكبيرة التي مني بها في انتخابات الثامن من شتنبر الماضي.
في اجتماع الأمانة العامة للحزب، التي انعقدت أمس، نبه بنكيران إخوانه إلى أنه بغض النظر عن الأسباب الذاتية والموضوعية لهذه الخسارة الانتخابية، “لا ينبغي أن تكون عائقا أمام الحزب ليقوم بوظائفه الأساسية في التنظيم والتأطير والتنشئة السياسية وبلورة الأفكار والبرامج والأطروحات المناسبة للإجابة على التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تعرفها بلادنا”.
وأوضح الأمين العام أن دعوته إلى الهدوء في ممارسة المعارضة إنما هدفه هو التميز وعدم الانضمام إلى “الجوقة” التي انقلبت بين عشية وضحاها من مؤيدة إلى منتقدة.
واعتبر المتحدث ذاته أن هذا الهدود الذي يدعو له إخوانه هي كذلك نقطة نظام تدعو إلى الكف عن اللعب بمصالح البلاد والعباد، وهو توجيه لكي يكون الحزب متميزا عن هذه الممارسات من خلال معارضة وطنية معقولة بهدوء وتؤدة، بوصلتها الرئيسية خدمة مصلحة الوطن والمواطن وتحصين الاختيار الديموقراطي وحماية حقوق المواطنين وحرياتهم الأساسية إلى جانب كافة الشرفاء من مختلف التيارات الوطنية الديموقراطية.
وخلصت الأمانة العامة للبيجدي إلى تأكيدها على أن الموقع الطبيعي للحزب في هذه المرحلة هو القيام بالمعارضة القوية والبناءة والمسؤولة التي تسهم في تقوية المؤسسات والدفاع عن المواطنين وتحصين الاختيار الديموقراطي ببلادنا، وتتخذ المواقف المنسجمة مع الرسالة الإصلاحية لحزب العدالة والتنمية ومع مبررات وجوده. وهي معارضة وطنية مستقلة في اختياراتها ولا يمكن أن تكون جزءا من أي أجندات أخرى.
ومن أجل إعادة الحزب إلى سكته وقوته التنظيمية التي بدأ يفقدها مع الانتخابات الأخيرة التي كانت تتويجا لعشر سنوات من تدبير الشأن العام الوطني برئاسة الحكومة لولايتين متتاليتين، أعلنت الأمانة العامة قرارها بإطلاق دينامية تنظيمية داخلية قوية من بينها الإعداد للدورة العادية للمجلس الوطني، وتفعيل الإدارة العامة للحزب وتسطير برنامج للتواصل مع المناضلين والكتابات المجالية ابتداء من الأسبوع القادم، بالإضافة إلى مجموعة من القرارات التي تتعلق بإعلام الحزب ومجموعته البرلمانية.
وكان بنكيران شدد في بداية اجتماع الأمانة العامة على ضرورة تشبث مناضلي حزبه “بالمرجعية الإسلامية باعتبارها ركنا وثابتا أساسيا من ثوابت الدولة والمجتمع والتي تحتاج منا كحزب إلى مراعاتها على مستوى السلوك الفردي والجماعي لمناضلينا ومسؤولينا، كما تتطلب منا ضرورة مراجعة مواقفنا وتصرفاتنا على ضوئها بما يضمن للحزب الاستمرار في رسالته الإصلاحية والقيام بدوره النضالي في انسجام مع مبادئه ومنطلقاته التأسيسية”.
ولفت المصدر ذاته إلى “الدور المحوري للمؤسسة الملكية في تعزيز التلاحم بين الدولة والمجتمع والحفاظ على قوة المغرب وإشعاعه الحضاري والثقافي وعلى نموذجه السياسي، وشدد على دور الحزب في تعزيز هذا الدور خصوصا أمام حجم التحديات الداخلية والخارجية التي تواجه المغرب”.