الصحافة _ كندا
لم يعد حزبا الأصالة والمعاصرة والاستقلال يخفيان توتر علاقتهما بحكومة عزيز أخنوش، فالهجمات العلنية على رئيس الحكومة ووزراء داخل الائتلاف أصبحت أكثر وضوحًا، وكأن الحزبين يستعدان لمعركة انتخابية مبكرة قبل الاستحقاقات البرلمانية المقبلة.
ليلى بنعلي، وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة وعضوة المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة، فجّرت تصريحات غير مسبوقة، مشيرة بوضوح إلى تضارب المصالح الذي يلاحق رئيس الحكومة بسبب حصول شركاته على صفقات عمومية ضخمة، مثل صفقة تحلية المياه بالدار البيضاء، مؤكدة أن احترام المؤسسات لا يعني التساهل مع الفساد، وأن أي شبهة في هذا المجال تستوجب المحاسبة الفورية. لم تتوقف بنعلي عند هذا الحد، بل انتقدت تأخر المغرب مقارنة بدول أخرى في مجال الطاقات المتجددة، وحذّرت من العواقب الوخيمة لأي تهاون في هذا الملف الاستراتيجي.
في الوقت نفسه، خرج نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال ووزير التجهيز والماء، عن صمته الذي دام طويلاً منذ دخوله حكومة أخنوش، ليشن هجومًا مبطّنًا على طريقة تدبير الأغلبية للأزمات الاقتصادية والاجتماعية. خلال مشاركته في إطلاق برنامج “2025 سنة التطوع” بإقليم الجديدة، استغل الفرصة للحديث عن الأزمة المعيشية الخانقة وغلاء الأسعار، مخاطبًا المضاربين بلهجة حادة: “نحن في شهر شعبان… اتقوا الله في المغاربة”، وكأنه يتحدث بلسان المعارضة وليس كوزير داخل الحكومة.
وأثارت هذه التصريحات زوبعة من ردود الفعل الغاضبة، حيث تساءل كثيرون عن جدوى انتقاد الوزراء للحكومة التي هم جزء منها بدل التحرك من داخلها واتخاذ قرارات حاسمة ضد المحتكرين والمضاربين.
ورأى البعض في مواقف بنعلي وبركة مؤشرات على تصدع الأغلبية، فيما اعتبر آخرون أن الحزبين يخوضان حملة انتخابية سابقة لأوانها، استعدادًا للتموقع بشكل أفضل في المشهد السياسي المقبل. في ظل هذه الأجواء المشحونة، تبدو حكومة أخنوش وكأنها تسير على حبل مشدود، فهل ينجح في احتواء هذا التمرد الداخلي أم أن التحالف الحكومي يقترب من لحظة الانفجار؟