بين المصالحة والمصارحة.. حسناء والوحوش!!

14 نوفمبر 2019
بين المصالحة والمصارحة.. حسناء والوحوش!!

بقلم: سدى على ماء العينين

ليس غريبا ولا مصادفة الحملة التي تشن ضد الأخت حسناء أبوزيد جراء موقفها من المصالحة التي أطلقها الكاتب الأول، والتي تقودها وجوه بأسماء مستعارة و أخرى عرفت وجوهها قناعا يجعلها اشبه بالوحش في حكاية الحسناء و الوحش، والجميل في علاقة الإتحاد بهذه القصة، ان سبب تعذيب الوحش للحسناء وسجنها بالقصر راجع إلى وردة، نعم وردة، شعار الإتحاد الإشتراكي.

وكلكم يعرف الحكاية و نهايتها حين تمكن الوحش من رؤية نفسه في المرآت و زال السحر و عاد إلى هيئته الأولى.

سيكون من العبث الإعتقاد ان حسناء أبوزيد هي اول حسناء في تاريخ الإتحاد، فقبلها كان كثير من المناضلين عارضوا محطات ومسارات من تاريخ الحزب، ودخلوا في مواجهات مع القيادات إنتهت بغالبيتهم للتيه في أرض الله الواسعة.

إن الوردة التي تدور رحى الصراع حولها لا يمكن لأحد أن يقطفها و يزرعها في مزهرية بيته او حاشيته، لأن جذورها لا حد لها، وهي الممتدة عبر تاريخ و ارض سقيت بالدم و العرق و الدموع.

لم تنجح قط اي مصالحة في تاريخ الإتحاد، كما لم ينجح اي إنشقاق من الإتحاد.

لم ينجح اي قائد من إمتلاك الإتحاد، كما لم يفلح اي قائد من تغيير جلد الإتحاد، لكن كثيرا من الإتحاديين تركوا الإتحاد، و آخرون وضعوا لأنفسهم مسافة بينهم و بين الإتحاد، و قطيعة بينهم و بين قيادة الإتحاد.

والمضحك المبكي، انه مهما إلتف أشباه الإتحاديين او من إنحرفوا منهم عن قيم الإتحاد، وهم يفرشون أنفسهم سجادة حمراء للقائد كي يعبر منها إلى ضمان ” تحكمه” في تنظيم الإتحاد، لا يحصدون غير مناصب عابرة من كوطة كعكة الأحزاب.

ولكن في كل مرة يحتاج الوطن لرجالات البناء و الثقة و الوطنية و الكفاءة، يتم تجاهلهم، فتتم الإستعانة بابناء المدرسة الأصيلين، و الذين تجد غالبيتهم من معارضي قائد المرحلة.

لذلك يعبر الوطن بإستمرار عن حاجته للإتحاديين، و تقديره لتاريخ رجالات الإتحاد، و إستعانته المتكررة بكوادر الإتحاد الذين خنقتهم صراعات الإتحاد.

لكل السؤال المحرج:

لماذا لم تعد الدولة في حاجة إلى حزب الإتحاد؟

او لماذا تريده مجرد إسم في معادلة ترويض الأحزاب؟

و نفس السؤال بصيغة أخرى:

لماذا الإتحاديون الأصيلون لم يعودوا في حاجة لحزب الإتحاد؟

او لماذا يريدونه مجرد ذكريات قديمة للرقص على انغامها و نشر الصور بالأبيض و الأسود؟

ولنواصل طرح نفس السؤال بصيغة شعبية:

لماذا يكرر عامة الناس حاجتهم الملحة لتواجد الإتحاد و عودته؟

ولماذا لم يربوا الأجيال من الأبناء و الأحفاد على تاريخ الإتحاد كجزء اساسي من تاريخ البلاد، لذلك تجدهم في كل فضاءات تواصلهم يعلنون موت الإتحاد؟

إن حسناء أبوزيد ليست إلا صوتا ينادي بما تنادي به أصوات كثيرة على طول خريطة المغرب، و هو رحيل رموز مرحلة قادت الحزب لسنوات وحصدت ما حصدت.

وليس من الأخلاق الإتحادية ان تشرف قيادة على إستحقاقات 2021 وهي بعدها بشهر مطالبة بالرحيل و فسح المجال لقيادة جديدة،
أليس الاجذر لهذه القيادة ان تستمع لصوت الإتحاديين كما فعل من قبلها قادة كبار و تترك لجيل جديد أن يختار نخبه التي ستواصل رفع المشعل؟

هناك اليوم حالة نفسية مستعصية تحول دون حماس الإتحاديين للترشح بإسم حزب كلما نزلوا للشارع للدفاع عن حزبهم يواجهون بمطالب رحيل القيادة و عيب غياب مشروع مجتمعي مشجع على الترشح و التصويت.

القيادة الحالية التي وصفها بيان سوس بالقيادة التي استوفت شروط استمرارها، لا يمكن لها بسلطة الأشياء ان تباشر تجديد هياكل أصابها الصدأ من كثرة ماعمرت واشرفت على نكسات إنتخابية.

وفي الوقت نفسه يصعب على الحزب ان يدخل مؤتمره11 بنفس الأجهزة التي كانت قبل المؤتمر 9، أو تلك الإقليمية التي جاءت قبيل الإنتخابات في مؤتمرات فلكلورية لم يجني منها الحزب شيئا.

وفي الوقت نفسه يصعب ان تشتغل لجنة تحضيرية على الإعداد لمؤتمر تسبقه إستحقاقات إنتخابية لها الاسبقية في سلم الأولويات.

لذلك لا تحتاج الوحوش التي تهاجم الحسناء بسبب غيرتها على الوردة سوى ان تنظر إلى نفسها في المرآت لترى حقيقتها و يرفع عنها مس السحر و تترك الفرصة لنفس جديد للإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية الذي لن يموت لكن الوحوش حتما ستموت.

*سدى على ماء العينين: فاعل سياسي.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق