بنفيدة تكتب من كندا… مغاربة كندا يفضلون قضاء عطلهم في وطنهم الأم المغرب

12 أغسطس 2023
بنفيدة تكتب من كندا… مغاربة كندا يفضلون قضاء عطلهم في وطنهم الأم المغرب

الصحافة _ كندا

سليمة بنفيدة 

 

كلما حل فصل الصيف،  سارع عشرات الآلاف من المغاربة الى حجز مقاعدهم على متن شركتي لارام وإير كندا من أجل قضاء عطلتهم الصيفية بأرض الوطن، وذلك لأن لا أرض أخرى تكسبهم نفس قدر السعادة التي يشعرون بها وهم يعانقون وطنهم الأصلي، ويصلون الرحم بالعائلة والأصدقاء.

وككل سنة، تطايرت تذاكر السفر سنة 2023 في اوقات قياسية، ولم يتبقى منها الا القليل مع حلول الصيف، وهو ما يعكس تمسك المغاربة الوطيد بوطنهم الأم، وتفضيلهم لزيارته على زيارة بلدان أخرى، رغم الادعاءات المغرضة لبعض المرتزقة على مواقع التواصل الإجتماعي، والذين يطلبون من المغاربة مقاطعة المغرب، وعدم السفر إليه.

وهذا الوضع إن دل على شيء، فإنما يدل على أن مغاربة العالم منقسمون الى قسمين، قسم اول يتكون من السواد الأعظم من المغاربة، يشتغلون بجد طول السنة، يعيشون في بلدان الإقامة عيشة كريمة، لا يقبلون بديلا عن المغرب لقضاء عطلهم السنوية؛ وقسم آخر يتكون من مجموعة من الفاشلين محسوب على رؤوس الأصابع عددهم، لم ينجحوا في حياتهم خارج المغرب، ويحاولون تصريف ازماتهم النفسية على مواقع التواصل الإجتماعي من خلال حثهم مغاربة العالم على عدم زيارة المغرب.

مع مطلع سنة 2023، دار الحديث بيني وبين زوجي حول العطلة الصيفية، بعدما علمت أنه لن يتمكن من الحصول على إجازة خلال شهور التوقف الدراسي، قررنا أن أسافر انا وأبنائي الثلاثة الى المغرب، لقضاء عيد الأضحى هناك، ونصل الرحم مع العائلة بالمغرب، وكذلك كان، اشترينا تذاكر السفر منذ شهر فبراير، وما إن أنهى الأطفال سنتهم الدراسية، حتى قصدنا مطار مونتريال يوم 25 يونيو، وتوجهنا على متن رحلة لشركة الخطوط الملكية نحو المغرب.

جلس أطفالي الثلاثة في الأماكن التي تتوسط الطائرة، واستمتعوا بوقتهم طوال الرحلة، يتابعون الأفلام، ويتجاذبون أطراف الحديث، والسعادة بادية على محياهم، والتفاؤل يغمرهم وهم على أميال قليلة من وطنهم الذي يعشقونه الى حد الجنون، فلا بلد آخر غيره يغريهم ويكسبهم نفس القدر من السعادة، وهم الذين زاروا أجمل مدن الولايات المتحدة وكندا، ومع ذلك، لم تحقق لهم تلك السفريات نفس قدر المتعة التي تغمرهم عند زيارتهم للمغرب.

وصلنا إلى مطار محمد الخامس، وما هي إلا لحظات  حتى عبرنا كل إجراءات الخروج من المطار، والذي بات واحدا من أحسن المطارات تنظيما وأناقة، وجدنا اخ زوجي وسائقه ينتظروننا خارج المطار، انطلق السائق بسرعة يحمل معه الحقائب الكثيرة التي نحملها معنا في كل زيارة، محملة بهدايا رمزية لأقاربنا، وركبت انا وابنائي مه عمهم في سيارته، وانطلقنا في اتجاه بيت العائلة.

ما هي إلا أيام قليلة، حتى حل عيد الأضحى، قصدنا المصلى لأداء صلاة العيد، وكانت لحظة ذهول عاشها الأبناء، وهم يشاهدون الألوف من المصلين يحجون الى مكان الصلاة، وزاد ذهولهم برؤية عشرات العائلات تقوم بندر الأضحية بشكل متزامن فوق السطوح، والأطفال يرتدون أجمل الملابس، والشباب منشغلون بشي الرؤوس… أجواء سعيدة لا تعوضها حتى زيارة ديزني وورلد.

على الرغم من أنني سائقة متمرسة بكندا، اقود حافلات النقل العمومي الكبرى، إلا أنني لم أكتسب بعد الشجاعة للسياقة في مدينة الدارالبيضاء، وهذا الأمر كان سببا في قضائنا بعض اللحظات العصيبة من أجل التنقل من مكان إلى آخر، لكن التنقل الى الرباط وطنجة تم في أجواء رائعة، حيث كنا نستقل القطار السريع، وقد انبهرنا بسرعته الفائقة، وفخامته.

زرنا كلا من الرباط وطنجة والمضيق ومراكش، وفي كل مكان عشنا لحظات سعادة لا تنسى، التقينا بأفراد العائلة، والأصدقاء، وعاش الأطفال دفئا يفتقدونه بكندا، ثم عدنا محملين بهدايا وذكريات لا تقدر بثمن. ويبقى أصعب ما في الرحلة، لحظة فراق الأحبة، ولحظة وداع أرض الوطن.

مر الى حدود الساعة اسبوعين عن عودتنا مم المغرب، ومازال الأطفال يسردون تفاصيل رحلتهم الى المغرب فيما بينهم ومع اصدقائهم، بل اصروا على والدهم مرافقتهم خلال العطلة الصيفية المقبلة الى المغرب. بهذا الشكل نضمن استمرار الصلة بين الأجيال المقبلة ووطنهم الأم المغرب، وهذا ما تحرص عليه الجالية المغربية، التي تربي ابناءها على حب وطنها والتمسك بهويتها.

وفي الأخير، لا يسعنا الا أن نتوجه بالشكر الجزيل الى كل أولئك الذين حفتنا مكرماتهم وسعة صدورهم، وحفاوة ترحيبهم، من أفراد عائلتنا وأصدقائنا، شكرا لكل الذين صادفناهم في طريقنا من عمال في مجال السياحة، لهؤلاء جميعا نقول، مغربنا جميل، وبكم يزداد حسنا وبهاء.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق