النصب على مغاربة الخارج بإسم اللون السياسي

22 يونيو 2019
النصب على مغاربة الخارج بإسم اللون السياسي

الصٌَحافة _ حسَن أبوعقيل من أمريكا

كيفما كانت الألوان الحزبية واختلطت شعاراتها سواء داخل المغرب أو خارجها فهذه المؤسسات السياسية مرفوضة ومنبوذة ويبقى الإستثناء حسب الأشخاص وليس الحزب الفاقد للثقة.

لقد رفع الشعب المغربي شعارات تطالب الأحزاب بمغادرة الساحة السياسية وتجميد أنشطتها البرلمانية التي تختزل في الأسئلة الكتابية والشفوية الدونية والتي لا علاقة لها بالواقع المعاش والمعيش ولعنة الله على الكاذبين .

فبعد الفشل الذريع الذي منيت به هذه الأحزاب وبعد صمتها أمام الفصول الدستورية التي تهم مغاربة الخارج تتضح اللعبة الجامعة بعدم تنزيل الحقوق الدستورية لمغاربة الخارج من خلال تقسيم الأدوار فيما بين الأغلبية والمعارضة البرلمانية وإظهار النوايا الحسنة في محاولات لتفعيل المكتسبات التي تهم الجالية حتى يتسنى لها المشاركة في الحياة السياسية والحق في التصويت والترشح والتمثيل داخل المؤسسات والمجالس.

ما يغيب عن هذه الأحزاب أن مغاربة الخارج ليسوا لقمة صائغة وليسوا ذلك الناذل الذي يسخدم تحت الطلب , ولم يكونوا أغبياء أمام الأغبياء لتفقههم داخل دول الإستقبال واندماجهم في الحياة المتقدمة المحترمة للقوانين والمقدسة لدساتيرها تحقيقا للديمقراطية وسمو أهلها والرقي بشعوبها وحفاظا على كرامة شعوبها مما نشهد اليوم مناصب عليا لمغاربة داخل الحكومات ومجالسها المنتخبة وكفاءات مغربية تستفيد منها الدول المتقدم والمتحضرة وفي جميع الإختصاصات والإختيارات .

فما يقلق كثيرا أن هذه الأحزاب رغم رسوبها في إنتاج النخب فإن جل مكاتبها السياسية حسب استقراء للرأي يديرها قوم لا علاقة لهم بالسياسة ولا بالتدبير وليس لهم ما ينفع الناس ولا البلاد وأصبحوا ورقة محروقة عليها أن يندى لها جبينها وتنسحب من الحياة السياسية وهي جد خجولة أمام عجزها في الأغلبية أو في المعارضة وخدمتها لمصالحها وتقمص أدوارها لتبييض وجه الديمقراطية في المحافل الدولية إنحناء وخنوعا للدول المانحة والمؤسسات المالية من أجل الحصول على القروض والديون التي لا يستفيد منها الشعب المغربي لكن يستفيد منها البرلمان والحكومة من خلال شيك نهاية الخدمة والتقاعد والمعاش المريح .

إن هذه الأحزاب رغم المرارة التي تسببت فيها لشعب وفي لشعب لم يشارك في الربيع العربي بفتح باب العنف وإسالة الدم ورغم عيشته الضنكا وفقره وتعاسته ما يؤكد أن هذه الأحزاب ليس في جعبتها ما يفيد أن لها برامج انتخابية تخدم المصالح العليا للبلاد والعباد وأن المؤسسات قائمة على هدر المال العام أمام جمود سياسي وشلل إقتصادي وموت سريري إجتماعي (…) فما علاقة هذه الأحزاب بمغاربة الخارج الذين اختاروا بدون إرادة الهجرة; والعيش بدول الإستقبال في أمان وسلام جنبا للشعوب التي تقدس الفرد وكرامة الإنسان داخل حكومات تخدم الأمة والصغير قبل الكبير ؟

ما لم أفهمه أن الأحزاب المنبوذة والتي لفظها المغاربة في الداخل والخارج هي التي تحاول اليوم الركوب على تسييس الجالية من خلال صناعة مناضلين وهميين وتمتيعهم بكل التسهيلات المادية والمعنوية على أساس خلق تنسيقيات تخدم باسمها أي باسم الحزب على أساس أنه الحزب المحرر والبطل والمنقد ساعة الغريق متناسين أن مغاربة الخارج ليسوا بأرقام أو رؤوس أغنام يقاس فضاءها بعدد المنخرطين لكسب أصوات يوم الإقتراع ويكون الدعم المالي لهذه الدكاكين حسب عدد الفائزين .

المصيبة العظمى عندما تجد أشخاصا – كاريين وجههم – لا يهمهم أي شيئ غير حمل بطاقة الإنخراط ومناداته ب المناضل وإفساح له المجال في ترتيب حفلات استقبال الأمين العام للحزب أو من يمثله وتشريفه بإلقاء كلمة الإفتتاح وأخد الصور التذكارية وتجنيد عناصر من النساء في الصفوف الأمامية حاملات للراية المغربية فالنشيد الوطني ثم أغنية العيون عينيا وبعدها تعود حليمة لعادتها القديمة حيث السكون في الظلام بعدما كسب المكتب السياسي أصواتا وانخراطات جديدة في صفوفه وتمكن من تحريك منخرطيه وقت شاء باتصال هاتفي (…).

إذا كانت الفصول الدستورية التي تهم مغاربة الخارج غير منزلة على أرض الواقع فما فائدة مغاربة الخارج في فتح تنسيقيات لأحزاب فاقدة الثقة في العمل السياسي وخير دليل أحزاب حكومة غير منسجمة حكومة ب39 وزير لم تقم بما ينفع الناس ولا ينفع الوطن ولا يخدم القضايا الوطنية ولا يخدم مغاربة الخارج .

فماذا قدمت هذه الأحزاب أمام تدبير ساقط أعوج , أين الأحزاب التي تفتح تنسيقياتها من المستشفيات المغربية ومن أقسام المستعجلات ومن أزمة السكن والبطالة والفقر والجريمة المتفشية بشكل رهيب والظواهر الإجتماعية من الإنحلال الخلقي والأسري ومن الطلاق الذي أصبح مخيفا ومن الطفولة المشردة ومن الأزمات التي تصنعها الأم العازب .

ما هي التدابير التي اتخدتها هذه الأحزاب من أجل كرامة المواطن أمام إنزال العصي والهراوات للمحتجين والمتظاهرين سلميا من شمال المغرب إلى الأقاليم الجنوبية أليس هؤلاء المغاربة هم أهل وأسر وعائلات مغاربة الخارج ؟ من لا غيرة له على أهله لا غيرة له على عرضه ومغاربة الخارج الشرفاء لهم ما يكفي من الغيرة ولن يقبلوا على أنفسهم أن يخضعوا او يصبحوا إمعة لقوم يجهلون .

فاصل ونواصل

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق