الصٌَحافة _ حسن أبوعقيل من أمريكا
كل الدول الديمقراطية والحضارية عشقها في الرقي بشعوبها وجعلها تنعم بالكرامة , جعلوا من دساتيرهم ميثاقا بين الحكومات والشعب ووضعوا قوانين ترسوا عليها العدالة دون تمييز فالرئيس والغفير سواسية أمام القانون فلا وساطة ولا تزوير المحاضر ولا فبركة الإتهامات (…) جعلوا من التعليم مؤسسات للتربية والنهوض بالعلوم ووفروا للتلميذ كل الوسائل المشجعة من نقل مدرسي ومقررات وكتب ومؤلفات وأنشطة موازية من ندوات ومحاضرات ومطعم مدرسي وأساتذة أكفاء وقوانين داخلية ملزمة.
وفروا للمواطن التطبيب والدواء والعمل والتوظيف والسكن وكرسوا القوانين الدولية والمواثيق الأممية واحترموا حرية الرأي والتعبير ونشروا الديمقراطية داخل دولهم ليعيش المواطن.
الناس الغلابة هم نحن في أجمل بلد في العالم، ليس لدينا أي نعيم ولا أدنى احترام لكرامة المواطن حقوق مهضومة أمام أصحاب المرحلة من وزراء وبرلمانيين صنعتهم أحزاب الذل والعار والخنوع والركوع، أحزاب دمرت تاريخ النضال فمن غرف الظلام إلى المناصب وحمل حقائب من أجل الراتب الشهري السمين أملا في معاشات وشيكات أخر الخدمة …
الناس الغلابة يعانون من أول يوم بعد الإقتراع أي بعد فوز البرلمانيين في الإنتخابات ويظلمون في أول يوم تعين فيه الحكومة حيث يظهر جزاء الإحسان بنكران الوعود والتخلي عن البرنامج الحكومي وينجلي شبح الوزير من الأحياء والدروب ولن تراه إلا عند الحملة الإنتخابية القادمة.
الناس الغلابة مواطنون أوفياء داخل المغرب وخارجه، لكنهم فقراء يعيشون الخصاص في كل شيئ فالحكومة مسؤولة على إيجاد الشغل للمواطنين، مسؤولة على بناء المستشفيات و توفير الأجهزة والآليات اللازمة وتحسين رواتب الأطباء والممرضين والإهتمام بالتعليم والمؤسسات التربوية والبحث العلمي لتستفيد البلاد من الكفاءات العلمية التي تستقطبها دول العالم.
الناس الغلابة نحن الذين إذا طالبنا بالحقوق أنزلوا علينا العصي والهراوات وعذبونا في الشارع أمام الرأي العام في تحد صارخ للمواثيق الدولية وحقوق الإنسان وتلاحقنا لعنة السب والقدف وينعثون أمهاتنا بالباغيات ويهددوننا بالإغتصاب مقاربة أمنية يتحمل وزرها رئيس السلطة التنفيدية الذي يتقاضى راتبا شهريا سمينا ليس لعطائه التدبيري بل لصمته وتكريس سياسة الإملاءات والتواطؤ وعدم الرغبة في الإستقالة.
الناس الغلابة لا يجدون لقمة فطورهم اليومي ويحاربون في قوتهم ويمنعونهم من مزاولة أي نشاط تجاري باسم الباعة المتجولين , فماذا أعدت الجهات المسؤولة؟ فأين الأسواق النمودجية وأين شعارات العمل لكل مواطن ؟ أليس من العيب أن نزج بالمواطن الذي يبيع ملابسه من أجل إعالة أم مريضة بالسرطان فحين يغض الطرف على ناهبي المال العام تحت شعار عفا الله عما سلف .
الناس الغلابة يقفون اليوم أمام شواطىء البحر ينتظرون قوارب الموت للهجرة لمعانقة أحضان الغريب حيث الرحمة والرأفة حيث الإنسانية والمساواة والعدل حيث لافرق بين غني أو فقير حيث لا فرق بين أبيض أو أسود حيث تطبيق القانون وإنزاله على الكبير والصغير (…)
الناس الغلابة هم من خرجوا وحاربوا الإستعمار وقدموا أرواحهم فداء للوطن وكانت النتيجة اللامبالات وأغلبهم يسكنون مدن الصفيح والحياة الضنكا .
الناس الغلابة هم من خرجوا للشارع وناصروا الراحل الملك الحسن الثاني بعد الإنقلابات وعبروا عن وفائهم وإخلاصهم فحين عند مطالبتهم بحق العيش ورغيف خبز أعطيت الأوامر للتدخل بالرصاص والإعتقال ومورس عليهم أشد العقوبات الحبسية.
الناس الغلابة هم بالأمس خرجوا يبكون الراحل الملك الحسن الثاني إلى متواه الأخير ساروا حفاة في موكب رهيب فقطعوا المسافات وهم في جرح كبير فحين اعتمد رجالات الإستقواء والإقتصاد خطة مغادرة البلاد وتهريب الأموال خوفا عن مصالحهم وجهلهم بما سيفعله الملك الجديد .
الناس الغلابة هم من زغردوا ساعة تنصيب الملك واعتلائه عرش الأسلاف عند “مات الملك عاش الملك” أملا في التصحيح والتقويم وبناء مغرب جديد في عهد ملك شاب اقترن إسمه بملك الفقراء.
الناس الغلابة هم من اختاروا السلمية ساعة الثورات العربية، فطالبوا بإصلاح السياسات العمومية وتحقيق مطالبهم الإجتماعية فاعتبرهم البعض أغبياء لكنهم أغنياء الفكر أغنياء الإخلاص فلمَ يجازون بالتنكيل والترهيب والإستقواء والتحكم وكأنهم أسرى داخل مخيمات العار.
الناس الغلابة هم الطبقة العامة الشعبية التي تعيش الويلات مع الحكومات مع تدبير أعرج للسياسات العمومية فطفق الكيل بعد تجار الدين ونصبهم على أصوات المواطنين فانتقموا يالسياط وتسخير القوات وتفقير الفقير وإغناء الغني حتى ينالوا الرضى.
فاصل ونواصل.