المغرب يوجه ضربات قاضية لأعداء الوحدة الترابية ويخترق القلاع الحصينة بأمريكا اللاتينية.. وهذه هي التفاصيل!

23 أبريل 2021
المغرب يوجه ضربات قاضية لأعداء الوحدة الترابية ويخترق القلاع الحصينة بأمريكا اللاتينية.. وهذه هي التفاصيل!

الصحافة _ الرباط

لطالما رهنت مواقف أمريكا اللاتينية من الصحراء المغربية مصير علاقات الطرفين طيلة السنوات الماضية، وكانت الكفة تميل إلى تبني الطرح الانفصالي لجبهة البوليساريو، غير أن الدبلوماسية السياسية التي قادها الملك محمد السادس غيّرت الآن واقع الحال بشكل جعل دولا عديدة في القارة تطلب ود المغرب.

منذ سنة 2000، سحبت حوالي 17 دولة في المنطقة اعترافها بالكيان الوهمي، بدءا بالهندوراس وكوستاريكا وغواتيمالا ونيكارغوا والسلفادور والبارغواي وكولومبيا، إلى جمهورية الدومينيكان والإكوادور، قبل أن يرتفع منسوب الاعتراف والحضور المغربي منذ الزيارة الملكية سنة 2004 إلى أمريكا اللاتينية.

وسجلت سنة 2018 نقلة نوعية في علاقة المغرب وأمريكا اللاتينية، بتعيين سفير لجمهورية كوبا لدى المملكة، بعد قطيعة دبلوماسية بين الدولتين دامت 37 عاما.

وفي سنة 2019، زاد التقارب بجولة قادها وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة، إلى كل من البرازيل والشيلي والسورينام وجمهورية الدومينيكان، حيث تفاعلت البلدان التي شملتها الزيارة بإيجابية مع المبادرة المغربية.

معقل الثورات الانفصالية

يقول البشير الدخيل، صاحب مؤلفات عن علاقة المغرب ودول بأمريكا اللاتينية، إن جلالة الملك محمد السادس وضع استراتيجية خاصة للدبلوماسية المغربية بعد اعتلائه العرش، مفادها أن المغرب قطع من سياسة الكرسي الشاغر، وذهب ليشرح موقفه في كل مكان بالقارة، منها كوبا، التي كانت أكبر داعم لجبهة البوليساريو.

وذكر الدخيل أن أمريكا اللاتينية كانت في الستينات والسبعينات ذات قطبين؛ أنظمة دكتاتورية ودول ذات تبعية لكوبا التي كانت وراء تمويل أكثر من 400 حركة ثورية في القارة، وكان لها تأثير كبير جدا في هذه الأنظمة والأحزاب والتيارات اليسارية، وهو ما جعلها مطية بالنسبة للبوليساريو للترويج لأطروحتها الانفصالية، في الوقت الذي كان المغرب حينها يمتلك سفارتين فقط.

أكثر من هذا، يضيف المتحدث نفسه، يتواجد المغرب في المنظمات الجهوية القائمة بين هذه الدول، حتى أصبح عضوا مراقبا فيها أو بكامل العضوية، مبرزا أن 16 دولة من أصل 22 كانت تعترف بالبوليساريو، الآن فقط 5 دول هي التي تعترف بها، وهي تعيش وضعا خاصا منها كما نعلم”.

من جانبه يشير محسن منجيد، الباحث المتخصص في شؤون أمريكا اللاتينية، إلى أن الدينامية السياسية والدبلوماسية المستمرة في علاقات المغرب مع دول أمريكا اللاتينية عن مدى استقطاب هذه المنطقة لاهتمام الفاعلين في السياسة الخارجية المغربية، فبعد إفريقيا تشكل هذه المنطقة أهم وجهة لدعم الحضور الدبلوماسي وتعزيز الحوار السياسي الخارجي للمغرب مقارنة بمناطق أخرى من العالم.

بعد زيارة الملك محمد السادس إلى المنطقة خلال سنة 2004، يقول منجيد إن الدبلوماسية المغربية انتقلت في مرحلة ثانية إلى أسلوب الاحتواء لمواجهة مختلف أشكال توسع أطروحة البوليساريو في المنطقة، حيث عزز المغرب حضوره كملاحظ في مختلف المنظمات الجهوية ورفع من مستوى تواصله السياسي الثنائي من خلال تمثيلياته الدبلوماسية وتبادل الزيارات للدفاع عن قضيته الوطنية.

تراجع مقابل علاقات مثمرة

كنتيجة لهذه الدينامية الدبلوماسية أصبح التفاهم السياسي يطبع علاقات المغرب مع أغلب دول المنطقة، حيث اختارت هذه الدول التراجع عن دعمها للجمهورية الوهمية مقابل إقامة علاقات تعاون مثمرة مع المغرب، فقد أصبح حضوره المتميز في فضائه الإفريقي والتعاون جنوب-جنوب الذي تتبناه السياسة الخارجية المغربية محط تتبع وتقدير مستمر في أمريكا اللاتينية، لتميل بذلك كفة دعم الانفصال إلى كفة دعم التكامل الاقتصادي مع المغرب وتطوير علاقات رابح-رابح وهو ما يعكسه تزايد عدد الاتفاقيات الثنائية التي تم التوقيع عليها في السنوات الأخيرة.

وتابع منجيد قائلا: “يتضح أن فنزويلا ونيكارغوا المتشبثتان بدعمهما للبوليساريو تعيشان وفق إيديولوجية الحرب الباردة، ولا شك أن رياح التغيير ستفرض نفسها وأن التعاون مع المغرب سيصبح قريبا ضمن الأجندة العصرية في كل من كاراكاس وماناغوا. ومن جهة أخرى، يظهر أن دولا مثل بانما وكوبا والمكسيك قد اختارت بشكل واقعي تطوير التعاون مع المغرب في انتظار الحلقة الأخيرة من الأطروحة الانفصالية”، مضيفا أن المغرب يتجه مع دول أخرى مثل كولومبيا والشيلي إلى تطوير علاقات تعاون أكثر حركية لمواكبة مستوى التفاهم السياسي الذي يطبع العلاقات مع كلا البلدين.

ولفت البشير الدخيل الانتباه إلى مسألة يعتبرها مهمة، متعلقة بدور المجتمع المدني والجامعات، التي قالت إنها بدأت تلعب دورا مواكبا لهذه الدبلوماسية السياسية، إد أشار إلى أن هناك اتفاقات شراكة جامعية وندوات وزيارات ومشاريع أدبية مشتركة، مازال الرأي العام لا يعي دورها، رغم أن للمغرب رصيد مهم من المفكرين والكتاب والأساتذة الجامعيين الناطقين بالإسبانية، قادرون على تطوير العلاقات مع النخبة المثقفة لهذه الدول.

فيما يختم منجيد تصريحه بالتأكيد على أن عدة دول من منطقة أمريكا الوسطى وعلى رأسها غواتيمالا تعبر عن رغبتها في الاستفادة من التجارب التي راكمها المغرب في مجالات تدبير الماء والطاقة الشمسية والسياحة، وهي مؤشرات إضافية تدل على أن دول المنطقة تنظر اليوم إلى المغرب وتتعامل معه كشريك أساسي في القارة الإفريقية وفاعل إقليمي يحظى باحترام بقية دول القارة

المصدر

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق