الصحافة _ كندا
تعيش العلاقات الاقتصادية بين المغرب وإسبانيا على إيقاع ازدهار غير مسبوق، حيث تجاوزت الصادرات الإسبانية للمملكة حاجز 12.8 مليار يورو في عام 2024، مسجلة ارتفاعًا بنسبة 5% مقارنة بالعام السابق، وفق معطيات وزارة الاقتصاد والتجارة الإسبانية.
هذا النمو ليس وليد اللحظة، بل امتداد لاتجاه تصاعدي مستمر خلال السنوات الخمس الماضية، باستثناء 2020 التي شهدت تراجعًا بسبب تداعيات الجائحة. إلا أن الانتعاش عاد بقوة، مع قفزة بنسبة 24% في 2022 و4% في 2023.
الوقود يتصدر قائمة الصادرات الإسبانية نحو المغرب بنسبة 18%، متبوعًا بالأجهزة الميكانيكية (12%)، والمركبات (11%)، والأجهزة الكهربائية (9%)، والبلاستيك (6%). في المقابل، ارتفعت الواردات الإسبانية من المغرب إلى 9.83 مليار يورو بزيادة 9%، شملت بشكل أساسي الأجهزة الكهربائية (30%)، الملابس (15%)، المركبات (12%)، الأسماك (9%)، والفواكه (6%).
المغرب لم يعد مجرد شريك تجاري، بل تحول إلى زبون استراتيجي لإسبانيا، مستحوذًا على 3.34% من إجمالي صادراتها ليحتل المرتبة السابعة عالميًا، متجاوزًا دولًا أوروبية كبرى مثل هولندا وبلجيكا. وعلى مستوى القارة الإفريقية، يهيمن المغرب على 61% من الصادرات الإسبانية، و79% من تلك الموجهة لشمال إفريقيا.
إسبانيا بدورها تتصدر قائمة شركاء المغرب داخل الاتحاد الأوروبي، حيث بلغت المبيعات المغربية إليها 2.32% من إجمالي وارداتها، ما جعل المغرب عاشر أكبر مورد عالمي لها، والرابع خارج الاتحاد الأوروبي بعد الصين والولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
الاستثمارات الإسبانية بدورها تعكس عمق هذه الشراكة، حيث يحتل المغرب المرتبة الأولى إفريقيًا والتاسعة والعشرين عالميًا في قائمة وجهات الاستثمارات الإسبانية بالخارج. حتى أواخر 2022، سجلت هذه الاستثمارات 1.9 مليار يورو، مولدة أكثر من 27 ألف فرصة عمل، خاصة في قطاعات التأمين، البناء، التصنيع غير المعدني، الورق، والمشروبات.