العودة إلى الوطن.. المغرب بعيون فايزة نجلة الأمير مولاي هشام

1 يوليو 2025
العودة إلى الوطن.. المغرب بعيون فايزة نجلة الأمير مولاي هشام

الصحافة _ وكالات

في نظر فايزة العلوي، لا يوجد مغرب واحد، بل عدد لا نهائي من الطرق للوقوع في حبه.

فايزة العلوي هي الابنة الكبرى لصاحب السمو الأمير هشام العلوي، ابن عم صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، والسيدة مليكة بنعبد العالي. وفي سن السادسة، انتقلت إلى الولايات المتحدة رفقة والديها وشقيقتها الصغرى، في تحول سيترك أثرًا بالغًا على نشأتها ومسارها الأكاديمي.

تابعت فايزة دراستها الجامعية بتميّز، حيث حصلت على شهادة البكالوريوس في العلوم من جامعة “يال”، ثم نالت شهادة الماجستير في التربية من جامعة “هارفارد”. وقد عززت هذه التجربة الأكاديمية مكانتها الفكرية، وعمّقت في الآن ذاته شعورها بالرسالة والمسؤولية.

هذا الإحساس بالرسالة هو ما شكّل مسارها المهني في مجال التربية، حيث اختارت أن تضع خبرتها في خدمة تعليم أكثر عدالة وارتباطًا بالواقع والكرامة الإنسانية. سواء عبر تقديم الاستشارة للوزارات الوطنية، أو مرافقة الطلبة، أو التدريس الجامعي، أو ابتكار أدوات تعليمية قائمة على الذكاء الاصطناعي، فإن رؤيتها ظلت ثابتة: التعليم ينبغي أن يمكّن الإنسان، لا أن يُقيّده أو يُوحّده.

ورغم أنها شقّت لنفسها مسارًا مهنيا دوليا، فإن قلبها لم يفارق يومًا المغرب. فعلى امتداد سنوات، كانت تحرص على قضاء كل عطلة فيه، لتجدد صلتها بجذورها. ولم تكن تلك الرحلات مجرّد زيارات، بل طقوسًا وجدانية تُعيد ربطها بهويتها.

قبل عام، اتخذت فايزة قرارًا مصيريًا: أن تتوقف عن كونها زائرة، وأن تبدأ فصلاً جديدًا من حياتها في المغرب. وتقول في هذا الصدد: “إنه قرار اتخذته عن وعي وقصد، ليس فقط من أجل الطقس الجميل، أو المناظر الخلابة، أو الطعام الشهي، رغم أن كل ذلك نعم لا يُنكر فضلها”.

وفي حديث لها مع مجلة MADAME Arabia، وصفت عودتها إلى المغرب، لا كحنين عابر، بل كعودة إلى الجذور، نُسجت خيوطها عبر سنوات من الذاكرة والانتماء. “عدت كي أقع في حب هذا البلد من جديد، ولكن على طريقتي الخاصة، لا بوصفي ابنة لوالدين مغربيين أو زائرة صيفية، بل كامرأة اختارت أن تبني حياتها هنا، بتأنٍ ووعي وعمق. هناك شيء استثنائي في إعادة اكتشاف البلد الذي شكّلك عن بُعد”.

تُضيف فايزة: “أعلم أنني متحيّزة، ولكنني أعتقد حقًا أن المغرب هو أفضل مكان على وجه الأرض”.
وتؤكد: “لا وجود لمغرب واحد، بل لمغارب متعددة، لكل منها إيقاعه وروحه الخاصة”. فالتنوع في المغرب ليس جغرافيًا فحسب، بل ثقافي أيضًا. “يمكنك أن تقضي عطلة نهاية أسبوع في رياض فاخر بمراكش، حيث تُزين وجبة الإفطار بورود، كما يمكنك أن تنصب خيمتك وتنام تحت سماء مرزوكة المليئة بالنجوم. يمكنك أن تتسلق جبال الأطلس صباحًا، وتشرب عصير برتقال طازج على شاطئ المحيط مساءً”.

وكونها مواطنة عالمية، تسعد فايزة بمشاركة جمال المغرب مع الآخرين، سواء كانوا يزورونه للمرة الأولى أو العاشرة. “في كل مرة أرافق أحدهم في جولة، أكتشف بدوري جانبًا جديدًا من المغرب. وهذا ما يجعله بلدًا فريدًا: إنه يتغير بحسب المكان الذي تزوره، والناس الذين ترافقهم، وحتى بحسب من تكون أنت في تلك اللحظة”.

مؤخرًا، تسلّقت فايزة جبل توبقال، أعلى قمة في شمال إفريقيا. وعن هذه التجربة تقول إنها كانت مجهدة بدنيًا، لكنها غنية إنسانيًا. أكثر ما أثّر فيها لم يكن فقط المناظر الخلابة، بل دفء سكان القرى التي مرّت بها على الطريق. “لقد ذكّرني ذلك أن سحر المغرب لا يكمن فقط في طبيعته، بل أيضًا في أهله. هنا، الكرم ليس تصنعًا، بل هو فطرة راسخة، وطريقة في الترحيب بالآخر كما لو كان فردًا من العائلة”.

دليل فايزة إلى المغرب

حين طُلب منها اقتراح وجهات لا بد من زيارتها، أضاء وجهها حماسًا. بالنسبة لها، تنوّع المغرب يمنحه جمالاً مختلفًا في كل فصل. “في الصيف”، تقول، “تكشف شمال المملكة عن أجمل شواطئها”، وهي أماكن تحمل لها ذكريات طفولة لا تُنسى. تلك العطلات الصيفية على الساحل الشمالي كانت مفعمة بالعائلة والضحك وأشعة الشمس، وتظل حتى اليوم من أكثر لحظاتها تأثيرًا.

ومن وجهاتها المفضلة أيضًا قرية تمرغت، قرب أكادير، والتي تحتفظ بروح هادئة وثقافة ركوب الأمواج. أما طنجة، المدينة التي تحتضن عندها البحرين، فهي بنظرها ملتقى للتاريخ والأدب والإبداع. ولا يمكن نسيان شفشاون، المدينة الزرقاء، التي لا تفقد سحرها مهما تكررت زياراتها.

لمن يعشق المشي وسط الطبيعة، توصي فايزة بمسارات أقشور، حيث الشلالات والغابات والقرويين الذين يعكسون الحياة التقليدية. كما تنصح بجبال الأطلس لما توفره من مناظر مدهشة وكرم استثنائي. وتتحدث كذلك بحب عن آيت بوغماز، أو “الوادي السعيد”، الذي يبعث في النفس بهجة تعادل جمال طبيعته.

وتؤكد فايزة على أهمية استكشاف المغرب من خلال بيوته التقليدية ومطاعمه العائلية، لأنها المفتاح لفهم الروح الحقيقية لهذا البلد وثقافته الغنية في الطهي. أما محبّو التسوق، فستأسرهم الأسواق التقليدية في مراكش وفاس، حيث الحرف الأصيلة والأقمشة والجلود والكنوز التي لا تندثر.

وعلى الرغم من ترددها في التصريح بمكانها المفضل، إلا أن فايزة تعترف بمكانة خاصة للرباط، مسقط رأسها. كما تعشق ضواحيها، لا سيما مدينة بوزنيقة، التي تقصدها خصيصًا للاستمتاع بأشهر أطباق الشواء في مطعمها المفضل. وتبتسم قائلة: “تستحق الرحلة دومًا”.

ومع اقتراب نهاية الحديث، تقدم فايزة نصيحة صادقة لكل من ينوي زيارة المغرب:
“لا تخشوا الخروج عن المسارات المألوفة. ففي كل زاوية لطفٌ ينتظر، وستجدون دومًا من يمدّ إليكم يد المساعدة. المغرب الذي ستحبونه حقًا هو ذاك الذي يرحّب بكم في بيوت الناس، وفي قلوبهم، دائمًا بمقعد إضافي وطاولة مفتوحة”.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق