الصحافة _ عبد الغني موساوي _ من الجزائر
ماذا بعد الجمعة السابعة والعشرون من الحراك ، أين هو المخرج وسط كل هذه العتمة بهذا الوطن .. بعد مليونية سلمية حقق بها الشعب الجزائري العديد من المطالب و ثار ضد الفساد والفاسدين، ها هو اليوم يعود مجددا إلى نقطة البداية . بعد أن ظن أنه تخلص من شجرة الفساد ، بزغت من باطن الحوار جذور جديدة للفساد و إلتفت حول الحراك في محاولة لتضييق الخناق عليه و جس نبضه الأخير و تكميم أفواه الحقيقة .. هي لجنة عينت كوسيط بين الشعب و الدولة للتوصل إلى حل لأزمة الوطن الحالية و محاسبة رموز النظام و محاربة الفساد .
و ذلك بمرافقة العدالة في تجسيد المطالب الأساسية للحراك إنتفض الشعب الجزائري و صرخ بصوت واحد الشعب سيد نفسه و لا أحد يمثله عادت هذه اللافتة مجددا إلى ميدان الحراك مؤكدة بكل حرف عن الفشل الذريع الذي حققته لجنة الحوار في التوصل إلى حل أمثل للخروج من الأزمة فبالرغم من محاولة اللجنة إقناع الشعب بمصداقيتها و شرعيتها كان فشلها واضحا في أول خطوة بعد أن رفضها الشارع و إعتبرها تكملة لمسرحية النظام القديم و محاولة لإحياء جذوره الميتة و بعث الحياة فيها عن طريق أسماء جديدة تتصدر الواجهة السياسية فقد كان معظم أعضاء الهيئة من وزراء و قادة تابعين لرموز الفساد و هذا ما أثار غضب الشارع الجزائري فهم لا يمثلون النخبة و لم يكونوا من إختبار الشعب إطلاقا .. وقد عقدت لجنة الحوار مؤخرا إجتماعا ، قاطعه الشباب و تدخلوا بصوتهم ، ضاربين أي علاقة تربطهم باللجنة عرض الحائط ، نافين تمثيلها للحراك او لصوت الشعب .. فهي لا تمت إليهم بصلة ..
وقد أشار الكثيرين من أتباع النظام و أعضاء من اللجنة بأن الحركة التي قام بها الشباب ناتجة عن اللامسؤولية و التهور ..و أنها لا تعني لهم شيئا .. مواصلين إجتماعاتهم و إستغباءهم للمجتمع الجزائري رغم الرفض الذي قوبلت به اللجنة و كل ما يتعلق بها . إنه لمن المخزي و بعد مرور أكثر من ستة أشهر من الحراك الشعبي أن نجد بالصفوف الأولى بالمركز الذي إحتضن لجنة الحوار و الوساطة أسماء ليست فقط محتسبة على النظام السابق و إنما أسماء كانت بالسابق تدعو بصوت مرتفع إلى المطالبة بعهدة خامسة لدعم الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة.. هي خيبة أمل كبيرة..
لهذا يبقى التساؤل دائما مطروحا .. أين هي عدالة الجيش من هذا المشهد ..و هذه الطبخة التي أعدت لتحطيم الحراك و تعتيم مشهد التغيير .. هل تخلى رئيس الأركان القايد صالح عن وقوفه مع شعبه و مساندة الحراك ..أم هي فقط مرحلة جس النبض التي تسبق كل عاصفة.