الصحافة _ كندا
شهد المستشفى الإقليمي “سانية الرمل” بتطوان يوماً استثنائياً بعدما تحولت زيارة وزير الصحة، أمين التهراوي، إلى لحظة انفجار شعبي، حيث وُوجه باحتجاجات مباشرة من مواطنين غاضبين على تردي الخدمات الصحية وغياب الأطر والتجهيزات. المشاهد التي التقطتها عدسات الصحافة كشفت حجم المأساة: آباء وأمهات يصرخون، مرضى يعانون، ولافتات تفضح “الإهمال الطبي” داخل مستشفى يفتقر لأبسط مقومات الرعاية.
الأزمة لم تقف عند حدود “سانية الرمل”، بل امتدت إلى مشروع المستشفى الجهوي للتخصصات الذي وُقعت اتفاقيته أمام الملك محمد السادس سنة 2014، وكان مبرمجاً افتتاحه مطلع 2022، لكنه لا يزال إلى اليوم هيكلاً إسمنتياً بلا روح. تسع سنوات كاملة من الانتظار، ووعود متكررة، فيما يستمر الاكتظاظ والخدمات المتدهورة داخل مستشفى إقليمي لا يستطيع وحده تحمل ضغط أقاليم بأكملها.
ورغم محاولة الوزارة تغليف الزيارة ببلاغ رسمي يتحدث عن “سياسة القرب وتفعيل التفاعل المباشر مع المواطنين”، فإن الصور القادمة من تطوان كشفت الوجه الحقيقي للأزمة: قطاع صحي متهالك، مواطنون يفقدون الثقة في وعود الدولة، ووزير يجد نفسه مطارَداً بالأسئلة المحرجة أينما حلّ وارتحل.
إن ما حدث بتطوان ليس سوى مرآة لأزمة وطنية كبرى، حيث تتحول المشاريع الملكية إلى رهائن البيروقراطية وسوء التدبير، فيما يبقى المواطن البسيط أول من يدفع الثمن من صحته وكرامته.