الصحافة _ كندا
بعدما دقّ طبول الترويج من الداخلة، يتحرك حزب التجمع الوطني للأحرار بخطى حذرة وسريعة نحو العيون، محمّلاً بجولة “مسار الإنجازات” التي تتجاوز بعدها التواصلي إلى رسائل سياسية ثقيلة المضمون، في قلب الجنوب المغربي، حيث تتقاطع الحسابات القبلية، الاقتصادية، والحزبية.
مصادر مطلعة كشفت لجريدة الصحافة الإلكترونية أن قيادة الحزب وضعت العيون في صلب أولوياتها، إدراكًا لثقلها الانتخابي وتاريخها كمعقل تقليدي لحزب الاستقلال، حليف “الأحرار” في الحكومة. لكن الواقع الميداني يوحي بأننا أمام بداية إعادة رسم ملامح الخريطة السياسية، حيث تختلط أوراق الحلفاء بالخصوم في سباق مبكّر نحو استحقاقات 2026.
التحضيرات جارية تحت مجهر صارم، وسط تعليمات مشددة بتجنّب فضائح الداخلة، التي طفت على السطح بعد اتهامات باستغلال إمكانيات الدولة لخدمة نشاط حزبي. هذه المرة، لا سيارات الجماعة، لا تجهيزات عمومية، ولا عمال بلديات يرتدون الدراعية الصحراوية لإضفاء طابع جماهيري مصطنع. التنظيم في العيون لا يحتمل أي سقطة، لا لوجستيًا ولا رمزيًا.
حالة استنفار داخلي تعم هياكل الحزب، من إعداد لوائح الحضور إلى ضبط المتدخلين والخطاب السياسي، الذي يُطلب أن يكون موزونًا: ترويج للحصيلة الحكومية من جهة، وحرص على عدم استفزاز أي شريك في الأغلبية من جهة أخرى، في منطقة لا تزال حساسة سياديًا وحزبيًا.
لكن خلف الستار، لا تُخطئ العين توترًا غير معلن. تزايد المؤشرات على فتور العلاقة بين مكونات الحكومة يضفي على لقاء العيون بعدًا استراتيجيًا أكبر، وقد يكون مقدمة لمعركة تموقعات جديدة. حضور وازن لوزراء وبرلمانيين، وتعبئة إعلامية واسعة، تؤكد أن الحزب عازم على تثبيت قدميه جنوبًا، حتى في عمق مناطق الخصوم التاريخيين.
في العيون، “حزب أخنوش” لا يراهن فقط على استعراض الإنجازات، بل على فرض واقع سياسي جديد… عنوانه: من يتحكم في مفاتيح الصحراء، يتحكم في ميزان الانتخابات المقبلة.