الصحافة _ كندا
وقّعت مجموعة من الإطارات والكوادر القيادية بالمخيمات عريضة تطالب بعقد مؤتمر استثنائي لعزل زعيم الجبهة إبراهيم غالي، في ما يشبه إعلان تمرّد من الداخل، وتحذيرًا صريحًا من انهيار المشروع الانفصالي برمته.
الوثيقة، التي أثارت موجة واسعة من التفاعل داخل مخيمات تندوف، بحسب ما كشفه منتدى “فورساتين” الداعم لمبادرة الحكم الذاتي، اعتُبرت خطوة غير معهودة تعكس درجة الاحتقان والتذمر التي وصلت إليها النخب الصحراوية من سياسات القيادة الحالية، التي وُصفت بـ”العصابة المتحكمة” في رقاب سكان المخيمات منذ 1975.
ويصف المنتدى الوثيقة بـ”النارية”، مشيرًا إلى أنها وضعت الأصبع على مكامن الفشل والفساد الذي ينخر مؤسسات الجبهة، وتحدثت بوضوح عن ترهل القيادة وفقدانها للبوصلة، وسط تزايد مظاهر الفوضى واليأس والانهيار الاجتماعي داخل المخيمات.
ووقّع على العريضة شخصيات وازنة من داخل منظومة البوليساريو، من بينهم سفراء سابقون، قضاة، عسكريون، مدراء مؤسسات، وإعلاميون بارزون، في إشارة إلى عمق الأزمة واتساع رقعة الغضب من قيادة إبراهيم غالي.
وتتضمن الوثيقة، بحسب المصدر ذاته، دعوة صريحة لإجراء تغيير جذري في بنية الجبهة، واستبدال القيادة الحالية، مع اعتراف ضمني بفشل المشروع الانفصالي الذي بات رهينة لإملاءات النظام الجزائري، فيما يبقى المدنيون داخل المخيمات أكبر الخاسرين.
ويذهب موقعو العريضة إلى اعتبار هذه الخطوة “صرخة حياة” في وجه واقع الانسداد، ومبادرة جريئة لكسر الصمت، مطالبين بمستقبل بديل يضمن الكرامة والحرية بعيدا عن منطق الوصاية والتضليل.
وقد ختمت الوثيقة بشعار لافت: “لا تراجع لا استسلام… كلنا من أجل عزل القيادة وإنهاء مشروعها الفاشل”، ما يجعل من هذه المبادرة محطة مفصلية قد تفتح مرحلة جديدة من التشظي داخل الجبهة، وسط صمت رسمي مطبق من القيادة المحاصَرة بالغضب والسخط.
