الصحافة _ وكالات
لا يمكن قراءة بلاغ الديوان الملكي الموجه لحزب “العدالة والتنمية” دون قراءة ما ورد بين سطوره التي تحمل في طياتها أكثر من رسالة لأكثر من جهة حزبية وسياسية ورياضية.
فلا يمكن المرور، مرور الكرام ونحن نقرأ الفقرة الأهم في هذا البلاغ :
“إن العلاقات الدولية للمملكة لا يمكن أن تكون موضوع ابتزاز من أي كان ولأي اعتبار، لاسيما في هذه الظرفية الدولية المعقدة. ومن هنا، فإن استغلال السياسة الخارجية للمملكة في أجندة حزبية داخلية يشكل سابقة خطيرة ومرفوضة”.
الأكيد أن البلاغ الذي يتحدث بإسم عاهل البلاد، حمل رسائل عدة موجهة لجهات عدة، لعب فيه حزب المصباح، دور الحمام الزاجل، ليتكلف بنقلها لبقية المعنيين بإبتزاز الوطن والتحامل عليه والإساءة إليه، في ظل ظرفية تصاعد الحقد والحسد والكراهية تجاه بلادنا، من أنظمة دول وجهات تتربص بوطننا من مختلف الأركان والأصعدة.
المتتبعون للشأن السياسي في البلاد، يعتقدون أن وزارة الخارجية كان بإمكانها إصدار بلاغ، ترد فيه على الحزب الإسلامي، طالما أن وزير الخارجية هو المعني بالإبتزاز الحزبي المذكور في البلاغ، لكنه لن يكون بذات الوزن والتأثير الذي جاء به البلاغ الآتي من الديوان الملكي والذي يتحدث بلسان الملك، ليصفع الحزب المعني وينبه المعنيين الآخرين.
صياغة بلاغ الرد على حزب “العدالة والتنمية” من داخل الديوان الملكي، هو في حد ذاته رسالة قوية وحازمة لكل من سولت له نفسه التحامل على الوطن ومعاكسة المصالح العليا للبلاد سواءاً تعلق الأمر بالسياسة أو الدبلوماسية أو الشأن الحزبي كما الرياضي.
فكما تتربص بلدان وأنظمة و جماعات إرهابية ببلادنا، فإن جهات معروفة تحيك الدسائس وتفوض مغاربة لمهام قذرة، تثير نوازع داخلية، من قبيل تبخيس الدبلوماسية المغربية، والطعن في المجهودات التي يقودها الملك محمد السادس في قطاع الدبلوماسية والرياضة خاصة كرة القدم، التي بوأت بلادنا قارياً وعالمياً مكانة مرموقة، جعلت أعداء الوطن يتصيدون أي شيء لضرب مصالح البلاد ولجم طموحاتها في مزيد من الرقي والتطور.
فكما حمل البلاغ رسائل تتعلق بضرورة تلاحم المغاربة وإصطفافهم وراء قائد البلاد في وجه كل ما يحاك ضدها، فإن هناك جهات معنية بهذا البلاغ، تمت الإشارة فيما بين السطور، عليها أن تعي معاني البلاغ ومغزاه في هذه الظرفية الدقيقة التي تمر منها البلاد في محيط مليء بالأحقاد والضغينة والحسد والطموحات التي على بلادنا كسبها بتسافر جهود الجميع.
المصدر: زنقة 20