الصحافة _ الرباط
تناقش اللجنة العلمية خلال هذه الأيام مجموعة من الإجراءات التي تنصح باتخاذها خلال المرحلة القادمة في حال تكرر سيناريو السنة الماضية وبلوغ أعداد قياسية على مستوى حالات الإصابة بفيروس كورونا، وحصول الانتكاسة الوبائية، التي سبق لوزارة الصحة أن حذرت المواطنين منها لأكثر من مرة عبر بلاغتها الرسمية.
وقال مصدر موثوق من داخل اللجنة العلمية، إنه يتم مناقشة مجموعة من إجراءات التشديد التي يمكن للمغرب أن يطبقها خلال المرحلة القادمة في حالة وقوع أي انتكاسة وبائية، مبرزا أن “النداءات والتنبيهات التي تقوم بها وزارة الصحة، بسبب انتشار متحور دلتا والسلالة البريطانية، لم تلق أي تجاوب، حيث يلاحظ أنه لا يوجد أي التزام من قبل أغلب المواطنين بالتدابير الاحترازية”.
وسبق لوزارة الصحة أن دقت ناقوس الخطر، محذرة من حدوث انتكاسة وبائية، بعد ما لاحظته من تراخ في التقيد بالتدابير الاحترازية والوقائية، في ظل ارتفاع متسارع في عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا وظهور حالات ناتجة عن السلالات المتحورة للفيروس، حيث تخشى السلطات أن لا تحمي الساكنة الملقحة المغرب من الانتكاسة، بسبب عدم بلوغ المناعة الجماعية، وكذا امتلاء أقسام الإنعاش بالكامل، بسبب ارتفاع أعدد الحالات الحرجة.
ومن بين الإجراءات التي يمكن اتخاذها، حسب المصدر ذاته، حظر التجوال الليلي والحد من أنشطة بعض القطاعات الاقتصادية؛ منها قطاع المطاعم والمقاهي والعودة إلى إغلاق الأسواق والمحلات التجارية في وقت محدد، وإلغاء جميع أشكال التجمعات وتقييد تحركات المواطنين بين المدن واعتماد التعليم عن بعد لمدة أسابيع وإغلاق المساجد، حتى يتمكن المغرب من التحكم في الوضع الوبائي، موضحا أن هذه الإجراءات التي يمكن أن يتم اتخاذها خلال المرحلة القادمة ستكون حسب خطورة الحالة الوبائية بكل مدينة.
وذكر المصدر ذاته أن هذه الإجراءات مرشحة حاليا، وبقوة، خصوصا أن متحور “دلتا” أثبت بأنه سريع الانتشار وقد يؤدي إلى ارتفاع أعداد الحالات الحرجة، مما يستدعي اتخاذ مجموعة من الإجراءات الاحترازية طيلة مدة محاصرة الفيروس.
وشدد المتحدث ذاته على أنه “ينبغي أن نكون أحسن من السنة الماضية، ولا ينبغي أن تقع عندنا انتكاسة وبائية مثل التي كانت خلال السنة الماضية، خصوصا وأننا في مواجهة مع سلالتين جديدتين”.
يشار إلى أن إصابات كورونا بالمغرب تواصل ارتفاعها بشكل مقلق، وسط تحذيرات من انتكاسة وبائية، حيث أعلنت وزارة الصحة، يوم السبت 17 يوليوز الجاري، تسجيل 2853 إصابة جديدة خلال الـ24 ساعة الماضية، مقابل 948 حالة شفاء، وسبع وفيات.
وبخصوص سيناريو فرض الحجر الصحي الشامل على جميع المدن، أوضح المصدر ذاته، إن هذه المسألة مستبعدة في المغرب، لأن دولا كثيرة تعرف وضعية أسوأ من التي يعيشها المغرب ولم تقم باتخاذه، مبرزا أن الإمكانية المطروحة من قبل اللجنة العلمية هي إغلاق بعض المدن لأسابيع حتى تتحسن الوضعية الوبائية بها ولمحاصرة انتشار الفيروس، مستبعدا فرض حجر صحي على جميع المدن المغربية ككل.
غير أن المعطيات الجديدة التي تجعل الوضعية الوبائية خلال هذه السنة مختلفة عن العام الماضي هي عملية التلقيح، وكذا التجربة التي اكتسبها المغرب بفضل المعطيات التي تم تجميعها حول درجة انتشار الفيروس وكيفية محاصرته.