يونس السكوري.. الوزير العالق بين مطرقة حزبه وسندان أخنوش!

6 مارس 2025
يونس السكوري.. الوزير العالق بين مطرقة حزبه وسندان أخنوش!

الصحافة _ كندا

لم تهدأ العواصف داخل حزب الأصالة والمعاصرة، وهذه المرة وجد الحزب نفسه في مواجهة مباشرة مع وزيره في التشغيل، يونس السكوري، الذي بات في موقف صعب بعد أن تسببت خارطة الطريق الحكومية لإنعاش الشغل في توتر غير مسبوق بينه وبين قيادات حزبه. فقد انتظر الحزب من وزيره تقديم تقييم واضح لهذه الخطة خلال اجتماع مكتبه السياسي يوم 25 فبراير، غير أن السكوري غاب فجأة، مبرراً ذلك بوعكة صحية، وهو الغياب الذي تزامن مع إعلان رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، عن الخطة بشكل رسمي، ما جعل الأصالة والمعاصرة يشعر وكأنه تعرض لضربة سياسية غير متوقعة من أحد وزرائه.

ورغم الغضب الذي عمّ أوساط الحزب، ظهر السكوري بعد أيام قليلة وسط قياداته في مناسبتين متتاليتين؛ الأولى خلال جنازة محمد بنعيسى في أصيلة، والثانية أثناء حفل حزبي في الرباط لإطلاق مبادرة “جيل 2030”. غير أن مصادر من داخل الحزب أكدت أن هذا الظهور لم يكن مؤشراً على تجاوز الأزمة، بل كان مجرد حضور بروتوكولي لمناسبات فرضت وجوده إلى جانب قيادات بارزة، بينما ظل موقفه داخل الحزب هشاً، حيث تم تجاهله في العديد من الصور الرسمية التي نشرت بعد تلك المناسبات.

في عمق الأزمة، يشعر حزب الأصالة والمعاصرة بأن خارطة الطريق الحكومية وزعت الصلاحيات والامتيازات الكبرى على وزراء التجمع الوطني للأحرار، خاصة فيما يتعلق بالدعم المالي الموجه للمقاولات وتدبير فرص التشغيل، بينما اقتصر دور السكوري على الجوانب الإدارية والتكوينية، وهو ما جعل قيادات “البام” تعتبر أن وزيرها في التشغيل تحول إلى مجرد منفّذ لقرارات الحليف الحكومي القوي دون أن يكون له تأثير فعلي في هذه الخطة. ومما زاد الطين بلة أن الحزب يرى في هذه الخارطة أداة لتعزيز النفوذ الانتخابي لحزب التجمع الوطني للأحرار قبيل انتخابات 2026، وهو ما يفسر القلق المتزايد داخل الأصالة والمعاصرة من استمرار هذا الوضع الذي قد يضعف موقعه داخل الأغلبية الحكومية ويجعل تأثيره في السياسات الكبرى هامشياً.

وبينما يواجه السكوري ضغوطاً داخل حزبه، يظل موقفه حساساً أيضاً تجاه رئيس الحكومة عزيز أخنوش، الذي يبدو مصمماً على تنفيذ خارطة الطريق وفق التصور الذي وضعه، دون منح حزب الأصالة والمعاصرة فرصة لإعادة النظر في طريقة توزيع صلاحياتها. وهكذا، يجد وزير التشغيل نفسه محاصراً بين مطرقة حزبه الذي يشعر بالتهميش وسندان أخنوش الذي لا يبدو مستعداً لإعادة فتح هذا الملف للنقاش، ما يجعله أمام خيارين لا ثالث لهما: إما الاصطفاف الكامل خلف حزبه في مواجهة الأغلبية، أو البقاء في صف الحكومة مع ما قد يترتب عن ذلك من تصدع في علاقته مع الأصالة والمعاصرة.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق