الصحافة _ الرباط
دخلت وزارة الداخلية على خط إحتجاجات التنسيقية الوطنية للطلبة الأطباء، حيث تقرر تأسيس لجنة وزارية تضم العديد من القطاعات المختلفة، بغية التعجيل بحلحلة الموضوع الذي يكاد يتسبب في “السنة البيضاء” التي تهدد مصالح الجميع، الطلبة والحكومة على السواء، حيث وعدت الوزارة بتحقيق جميع المطالب التي يدافع عنها الطلبة، باستثناء مباريات الإقامة، التي يحتج بسببها الطلبة نتيجة فتحها أمام طلبة الكليات الخاصة، واعدة بفتح باب الحوار من جديد بخصوص هذه النقطة بالذات؛ لكنها لن تُطبق على الأفواج الحالية.
وأرجع مصدر مأذون لجريدة “الصحافة” الإلكترونية”، أسباب إستثناء وزارة الداخلية مباريات الإقامة، التي يحتج بسببها الطلبة نتيجة فتحها أمام طلبة الكليات الخاصة من المطالب المتفاوض عليها مع التنسيقية الوطنية للطلبة الأطباء، لكون أنٌ الجامعة الدولية الزهراوي لعلوم الصحة، يرأسها مدير الكتابة الخاصة للملك محمد السادس.
ووقٌَع رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، مرسوما جديداً يقضي بمنح اعترافات جديدة للجامعة الدولية الزهراوي لعلوم الصحة، بناء على الطلب الذي تقدم به رئيسها، محمد منير الماجدي، مدير الكتابة الخاصة للملك محمد السادس، ويمنح المرسوم، الجامعة الخاصة، المنشأة بشراكة مع وزارة التعليم العالي، اعترافات بشهادات جديدة تتمثل في إجازتين مهنتين في تقنيات الصحة.
المرسوم هو الثاني الذي يحمل توقيع رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، حيث كان هذا الأخير قد أصدر مرسوماً في يوليوز 2017، يمنح الجامعة الخاصة، والتي يرأسها مدير الكتابة الخاصة للملك محمد السادس، اعترافا بمعادلة شهاداتها تلك التي تمنحها الجامعات العمومية، مثل شهادة دكتوراه في الطب وشهادة دكتور في الصيدلة.
وأفاد عضو بالتنسيقية الوطنية لطلبة الطب والصيدلة، إن التنسيقية منذ تنظيمها لندوة وطنية في العاصمة الرباط قبل أكثر من أسبوعين، حاولت إعادة فتح الحوار مع الوزارة الوصية على القطاع، من دون أن تتمكن من ذلك، رغم المحاولات المتكررة لهذا الأمر.
وشدد المصدر، على أنه بالرغم من اتخاذ الطلبة لقرار العودة إلى الشارع في مسيرة وطنية، لم تعلن التنسيقية تاريخا محددا للمسيرة، إذ تركت الباب مفتوحا أمام المسؤولين الحكوميين للتدخل لحل الملف”، مشيرا إلى، أن “هذا ما تم بالفعل بتدخل وزارة الداخلية، التي أجرت ثلاثة لقاءات مع ممثلي الطلبة، تم من خلالها التقدم بشكل كبير في مجمل النقاط الخلافية بينهم وبين الحكومة، وعبرها وزارة الصحة”.
وأكد المتحدث على أن “وساطة وزارة الداخلية لا تزال قائمة، خصوصا أن الحوار لا زال عالقا في النقطة المتعلقة بمباراة الإقامة، وهي النقطة، التي لا تزال المفاوضات جارية بخصوصها، وننتظر الحل الجذري للملف من أجل عودتنا إلى مكاننا الطبيعي، وهو الكليات والمستشفيات”.
ويُشار إلى أنه منذ أزيد من ثلاثة أشهر والدراسة متوقفة بكليات الطب بالمغرب، بسبب احتجاجات طلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان، التي تحولت إلى إضراب على الدروس النظرية والتطبيقية ومقاطعة شاملة لامتحانات نهاية السنة الدراسية، ما يهدد بإعلان سنة بيضاء لأزيد من 13 ألف طالب، معلنين رفضهم إدماج طلبة الكليات الخاصة في المستشفيات الجامعية العمومية، خصوصاً، فيما يتعلق بالتدريبات الاستشفائية وخوض مباريات التخصص، علاوة على رفضهم إضافة سنة سادسة لدراسات طب الأسنان، وهما أكثر نقطتين مثيرتين للخلاف بين الحكومة والطلبة.
ويعود قرار إحداث كليات الطبّ الخاصة في المغرب إلى سنة 2013، وأثار آنذاك الكثير من الجدل وردود الفعل الرافضة للقرار الذي عللته الحكومة بحاجة الدولة إلى المزيد من الأطباء، حيث كان التكوين في المجال الطبي محصوراً في كليات الطب العمومية.
ويطرح توقيع رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، مرسوما جديداً يقضي بمنح اعترافات جديدة للجامعة الدولية الزهراوي لعلوم الصحة، أسئلة كثيرة حول علاقة منير الماجيدي الكاتب الخاص للملك محمد السادس، بهدايا الدولة لجامعة الزهراوي الدولية لعلوم الصحة بالرباط، وهل يفسر هذا الأمر في إحدى جوانبه تعتنت المسؤولين الحكوميين في الإستجابة لملف طلبة كليات الطب العمومية؟.