بدخولها في رأسمال مجموعة البنك المغربي للتجارة الخارجية لإفريقيا, تكون بريطانيا قد وجدت لها موطأ قدم بالمجموعة المغربية التي تعتزم تركيز أنشطتها أساسا بالسوق الإفريقية.
يتعلق الأمر بالمجموعة البريطانية الحكومية “سي دي سي” (CDC)، المملوكة بنسبة 100 في المائة من طرف حكومة المملكة المتحدة، التي ستقوم باستثمار مبلغ 200 مليون دولار أمريكي في البنك المغربي للتجارة الخارجية لإفريقيا، الذي يجر ورائه تجربة تمتد لسنوات عبر ربوع القارة الإفريقية.
وفي بلاغ لها, أوضحت المجموعة البريطانية ستقوم بشراء مساهمة تناهز نسبتها 5 في المائة من رأسمال البنك عبر عملية للزيادة في رأس المال قدرها 200 مليون دولار أمريكي, مبرزة بأن هذه المساهمة في رأسمال البنك، ستتيح لهذا الأخير تعزيز تموقعه في الساحة الإفريقية، اعتمادا على الشبكة الواسعة للمجموعة البريطانية على صعيد القارة.
وبدأت القصة الإفريقية لهذا البنك الذي كان مملوكا للدولة المغربية قبل تفويته إلى القطاع الخاص سنة 1985, إمع متم ثمانينيات القرن الماضي، والبداية كانت مع صفقة ناجحة عندما تمكن بنجاح من تقويم المصرف التابع للدولة “بنك التنمية لمالي” ثم قام في سنة 2003 بإعادة هيكلة الكونغولية للبنك، بصفتها أول بنك تجاري في الكونغو برازافيل. وفي سنة 2008، سرعت المجموعة من استراتيجيتها للتطور الدولي، وذلك عقب شراء بنك إفريقيا التي يملك فيها البنك المغربي للتجارة الخارجية حصة 73 في المائة حاليا. وتتواجد مجموعة البنك المغربي للتجارة الخارجية لإفريقيا في 31 دولة في العالم وفي 20 دولة عبر القارة الإفريقية.
الأكثر من ذلك, فإن البنك الذي ارتبط منذ خوصصته بشكل وثيق برئيسه الملياردير الشهير عثمان بنجلون, سيعمل قريبا على تحويل اسمه إلى “بنك أوف أفريكا”, حسبما أن سبق أن أعلن بنجلون نفسه, قائلا خلال استعراض نتائج 20189 “إفريقيا هي حاضرنا ومستقبلنا”.
وتمثل الأنشطة في إفريقيا جنوب الصحراء حاليا قرابة 50 في المائة من الأرباح الموطدة لمجموعة البنك المغربي للتجارة الخارجية, فيما يتطلع البنك إحداث القيمة لفائدة القارة من خلال استقطاب الاستثمارات الدولية عبر مراكزه في المغرب وأوروبا وآسيا وتقديم حلول مبتكرة لخدمات التقسيط البنكي في إفريقيا.
كما أن توافق تراكم المجموعة المغربية الإفريقي مع أهداف المجموعة البريطانية,حيث أن هذه الأخيرة راكمت تجربة 70 سنة في مجال الاستثمار داخل القارتين الإفريقية والأسيوية، وتوفرها على أزيد من 700 مقاولة في محفظتها الإفريقية، انخراطا قويا تجاه إفريقيا وتعتزم استثمار غلاف مالي يصل إلى 4,5 مليار دولار أمريكي في القارة في أفق 2022، وذلك في مختلف القطاعات وعبر عدة حلول استثمارية.
وبالنسبة لعثمان بنجلون, فإنه ينظر أبعد من هذا الاستثمار الذي يصل إلى 200 مليون دولار. فهذا الأخير يؤكد حسبما نقل عن البلاغ بأن الأمر يتعلق بتحالف من ازدهار الرأسمال البشري الإفريقي., فيما يؤكد نظيره نيك أودونوهوي، المدير العام لمجموعة “سي دي سي” بالقول إن “الاستثمار في المؤسسات المالية يعتبر آلية قوية يمكننا بفضلها ترك أثر واسع النطاق”.