الصحافة _ وكالات
هذه هي المرة الأولى التي ينتقد فيها زعيم جزائري جبهة البوليساريو ويعترف بوضوح بأن الصحراء مغربية!. عمار سعداني أعلن بعلو صوت في مقابلة مع الموقع الالكتروني الجزائري TSA أن الجزائر يجب أن تتوقف عن تقديم الدعم المالي لجبهة البوليساريو وعليها أن تصنع السلام بشكل نهائي مع المغرب. ولكن ما معنى هذه التصريحات المثيرة؟ لماذا ينتهك عمار سعداني بشكل جذري واحدة من عقائد النظام الجزائري: مسألة الصحراء الغربية؟ السبب أبعد ما يكون عن حب صادق من قبل سعداني للمغرب.
في الحقيقة، يستغل عمار سعداني المنطقة المغاربية ومسألة الصحراء الغربية لوضع نفسه مجددا على خارطة الساحة السياسية الجزائرية، وبالتالي يحاول أن يروج أمام الشركاء الأجانب صورة لزعيم منفتح ومصلح، ومبتكر للحلول.
عمار سعداني يريد العودة إلى الجزائر، وهو يعلم جيدا أن الوضع السياسي الحالي يمكن أن يسمح له باستكشاف آفاق جديدة، خاصة أنه يحظى بتقدير كبير داخل جبهة التحرير الوطني، كما أن سجن محمد جمعي، آخر أمين عام لجبهة التحرير الوطني، مؤخرا يفتح أمامه طريقا لعودته إلى جبهة التحرير الوطني.
المصادر المقربة من حاشية عمار سعداني أكدت أن الرئيس السابق للبرلمان الجزائري بين عامي 2004 و2007 يريد السيطرة على رئاسة جبهة التحرير الوطني لقيادة المواعيد السياسية المقبلة للبلاد.
انتخابات 12 دجنبر ليست علامة فارقة بالنسبة للبلاد في نظر سعداني، فهو يدرك جيدا أن الرئيس القادم لن يكون هو صاحب السلطة الحقيقي، لذا لا يريد سعداني أن يكون رئيسا في عام 2019. ومع ذلك، فهو يعلم أن الانتخابات البرلمانية المقبلة وتشكيل الحكومة المستقبلية هما قضيتان رئيسيتان.
للاستحواذ على السلطة، لا يقتصر الأمر على التقرب من قايد صالح فحسب، بل يحاول سعداني أن يغوي أيضا القوى العظمى بما في ذلك فرنسا، حيث لديه علاقات من العديد من المسؤولين رفيعي المستوى، فضلا عن سعيه لخلق علاقات قوية مع الولايات المتحدة وراء الكواليس. لكن للقيام بذلك، يريد سعداني إقناع هذه الجهات بأنه قادر على توحيد الدول المغاربية وقيادة النظام الجزائري لتجاوز بعض عقائده التي تمنعه من الاندماج في ديناميات إقليمية ودولية.
نهاية الجزائر المنغلقة والمعزولة والعنيدة دبلوماسيا، هذه هي ملامح المشروع الذي يريد سعداني تقديمه إلى الشركاء الفرنسيين والأمريكيين الذين يصرون باستمرار على القيام بانتقال سريع للسلطة الجزائرية إلى يد سلطة شرعية. في هذا السياق، يعد التقارب مع المغرب والمنطقة المغاربية بمثابة مرتكز رئيسي لدى سعداني لإغراء القوى الخارجية.