الصحافة _ عبد الله بنهمو
في تحرك نقابي غير مسبوق، وجّهت المنظمة الديمقراطية للشغل (ODT)، بصفتها النقابة الأكثر تمثيلية داخل الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، رسالة شديدة اللهجة إلى المدير العام للمؤسسة، دقّت من خلالها ناقوس الخطر بشأن ما وصفته بـ”الاختناق المهني والمؤسساتي” الذي يخنق العاملين ويُهدد استقرار واحدة من أعرق مؤسسات الإعلام العمومي بالمغرب.
النقابة طالبت بفتح حوار اجتماعي “جاد ومسؤول”، ووقف ما أسمته بـ”الترقيع الإداري”، محذّرة من تداعيات تجاهل المطالب المهنية والاجتماعية للعاملين، واستمرار الإدارة في إصدار بلاغات “تغيب عنها المصداقية ولا تعكس الواقع الحقيقي داخل المؤسسة”.
واعتبرت ODT أن غياب الإرادة الإصلاحية من طرف الإدارة يفاقم الأزمة، مشيرة إلى ملفات عالقة تتعلق بالأجور، والتغطية الاجتماعية، وظروف العمل داخل وحدات الإنتاج والنقل التلفزي، مؤكدة أن الوضع لم يعد يحتمل مزيداً من التجاهل أو التعتيم.
وفي رسالة واضحة، دعت النقابة إلى تعيين مسؤول مفوض بصلاحيات كاملة لفتح مفاوضات مباشرة بشأن مختلف الملفات المطروحة، بهدف بلورة رؤية إصلاحية شاملة تُنهي حالة الجمود وتعيد الاعتبار للأطر والكفاءات الداخلية التي تشكل العمود الفقري للمؤسسة.
كما لم تُخفِ ODT استياءها مما وصفته بـ”محاولات تغليط الرأي العام” عبر بلاغات رسمية “منفصلة عن الواقع”، مؤكدة أن هذا النهج يُسيء لصورة المؤسسة ويُناقض التوجهات الوطنية الرامية إلى تعزيز الحماية الاجتماعية وتحسين أوضاع العاملين بالقطاع الإعلامي العمومي.
وختمت النقابة رسالتها بالتشديد على أن الحوار لم يعد ترفًا، بل ضرورة وطنية ومهنية، محذّرة من أن استمرار الصمت الرسمي قد يُفهم على أنه إعلان غير معلن عن رفض أي إصلاح حقيقي داخل دار البريه.