الصحافة _ الرباط
حذر نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، الحكومة من مغبة “الانزواء إلى منطقة الانتظارية والترقب دون الاضطلاع بمسؤوليتها الدستورية النابعة من الانتداب الشعبي والبرلماني وثقة جلالة الملك”، داعيا إياها إلى ضرورة “تسريع وتيرة الإصلاح وخدمة المواطن والقطع مع التوجهات والممارسات التي تغذي الاحتقان والفوارق”.
وخاطب بركة الحكومة خلال أشغال منتدى “التفكير التعادلي” في دورته الأولى الذي نظمه حزب الاستقلال حول موضوع “جيل جديد من التعاقدات من أجل الخروج من الأزمة”، بمدينة سلا، مؤكدا أن إجهاض الإصلاحات وإضاعة الفرص يؤدي إلى اتساع دائرة الشك في المجتمع وتعقد الأوضاع وتضييق هوامش التدخل وارتفاع تكلفته بالنسبة للفاعل الحكومي والعمومي.
وأردف بركة أن المغرب يعيش أزمة عميقة ومركبة ومتعددة الأبعاد، مضيفا أن تمظهرات هذه الأزمة تجد تجلياتها في تعبير المواطنين عن تخوفاتهم حول مستقبلهم ومستقبل أبنائهم، وتنامي استعداد الشباب والأسر كذلك للمغادرة والهجرة إلى الخارج، في صفوف مختلف الشرائح الاجتماعية بما فيها الطبقات الوسطى والميسورة، إلى جانب تسجيل المغرب تقهقرا متعدد المجالات في النمو والتشغيل والاستثمار والادخار، وفي الاستهلاك والقدرة الشرائية.
وتابع أن هذه الأزمة تتجلى كذلك في” تراجع دور المدرسة العمومية والطبقة الوسطى التي تعيش تفقيرا ممنهجا بسبب ارتفاع الأسعار، والتحامل الضريبي المتزايد، والتضريب المزدوج أمام تدهور الخدمات العمومية الأساسية في التعليم والصحة والنقل، فضلا عن تراجع الولوج إلى الخدمات، وتأمين الأمن المائي والعدالة المائية، وتحصين الحقوق والحريات الأساسية التي حسم في شأنها دستور 2011″.
وعلاقة بموضوع النموذج التنموي الجديد، أكد بركة أن الاستمرار في النموذج التنموي الحالي لا يمكنه إلا أن يفرز مزيدا من الفوارق الاجتماعية والمجالية، ومزيدا من الخيبات ومظاهر الحيف، ومزيدا من الشروخ في المجتمع، داعيا الحكومة إلى “الشروع في بلورة الجيل الجديد من الاستراتيجيات القطاعية في أفق انطلاق ورش النموذج التنموي الجديد، إلى جانب إعطاء إشارات قوية لاسترجاع ثقة المواطنين والفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين تمهيدا للمرحلة الجديدة التي دعا إليها جلالة الملك، التي تتطلب المسؤولية والفعالية وبُعد النظر، وتعبئة الجميع لإبرام تعاقد اجتماعي جديد”.