الصحافة _ كندا
حذر المحلل الاقتصادي محمد جذري من المبالغة في التوقعات الإيجابية حول استضافة المغرب لكأس العالم 2030، مؤكداً أن الحدث لن يكون العصا السحرية لحل أزمة البطالة، بل قد يشكل عبئاً مالياً إضافياً على ميزانية الدولة.
وفي ندوة نظمها المعهد المغربي لتحليل السياسات بالرباط، شدد جذري على أن المغرب بحاجة إلى إصلاحات اقتصادية هيكلية حقيقية بدلاً من التعويل على حدث رياضي عابر، مشيراً إلى أن الاستثمارات التي ستُضخ لتنظيم المونديال ستخلق فرص عمل مؤقتة، لكنها لن تعالج البطالة بشكل مستدام.
كما نبه إلى خطر الاستدانة المفرطة لتمويل البنية التحتية المطلوبة للحدث، محذراً من تكرار سيناريوهات دول غرقت في الديون بعد استضافتها لكأس العالم. وفي المقابل، أقرّ بأن الحدث سيعزز من صورة المغرب دولياً، لكنه شدد على أن تحقيق فوائد اقتصادية حقيقية يتطلب إدارة رشيدة ورؤية واضحة، حتى لا يتحول الحلم إلى كابوس اقتصادي يرهق الأجيال القادمة.
وفي رد رسمي، أكد فوزي لقجع، الوزير المنتدب المكلف بالميزانية ورئيس لجنة تنظيم كأس العالم 2030، أن الاستثمارات الخاصة بالحدث لن تشكل عبئاً إضافياً، بل تندرج ضمن مخطط تنموي قائم منذ عقود لتعزيز البنية التحتية للمملكة. لكن هل سينجح المغرب في تحويل المونديال إلى رافعة تنموية حقيقية، أم سيكون مجرد فورة اقتصادية مؤقتة سرعان ما تنطفئ؟