الصحافة _ كندا
في خطوة دبلوماسية لافتة، وجّهت حركة “صحراويون من أجل السلام”، المنشقة عن جبهة البوليساريو الانفصالية، نداءً قوياً من داخل أروقة الأمم المتحدة، داعية المنتظم الدولي إلى تبنّي مقاربة جديدة تنهي نصف قرن من المعاناة والانقسام، عبر حلّ يقوم على الحوار، والتعايش، واحترام سيادة المملكة المغربية.
وخلال جلسة اللجنة الرابعة التابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة، قدّم قادة الحركة مرافعة مؤثرة باسم آلاف الصحراويين العالقين بين الحرب والمنفى، مؤكدين أن مبادرتهم السياسية تستند إلى مقترح الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب سنة 2007، باعتباره الحل الواقعي والعملي الوحيد لإنهاء النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.
وقال أحمد باريكلي، السكرتير الأول للحركة: “لسنا صوت البوليساريو ولا صوت أي جهة أخرى. نحن صحراويون تعبوا من المنفى واللايقين، وقررنا أن نرفع صوت السلام بدل أصوات البنادق”.
وأضاف: “على مدى خمسين سنة، ظلّ شعبنا رهينة للخطابات العقيمة والولاءات الإيديولوجية، بينما الأطفال يولدون في الخيام والشيوخ يموتون بعيداً عن أرضهم. آن الأوان لنغلق صفحة المواجهة ونفتح صفحة الأمل”.
من جهته، كشف محمد شريف، مسؤول العلاقات الخارجية للحركة، أن مؤتمرها الثاني المنعقد في دكار سنة 2023 قدّم مشروع نظام خاص لإقليم الصحراء، يضمن للصحراويين إدارة شؤونهم المحلية في إطار سيادة المملكة المغربية ورموزها الوطنية.
وأوضح أن المشروع يقترح “نظاماً سياسياً وتشريعياً وقضائياً متكاملاً، يشمل برلماناً منتخباً، ومجلساً للأعيان، وقضاءً مستقلاً، وأجهزة أمن محلية تعمل بتنسيق تام مع مؤسسات الدولة المغربية”، مشدداً على أن إدماج هذا النظام ضمن الدستور المغربي “سيفتح الباب أمام مصالحة تاريخية تنهي مأساة تندوف”.
وأكد شريف أن “حركة صحراويون من أجل السلام” تستلهم تجربتها من نماذج الحكم الذاتي الناجحة عبر العالم مثل كردستان العراق وكاتالونيا، معتبرًا أن “المبادرة المغربية تمثل أرضية صلبة للتسوية النهائية”، وداعيًا الأمم المتحدة والدول الأعضاء إلى دعمها باعتبارها “حلًا واقعياً ومتوازناً يحفظ كرامة الصحراويين ووحدة المغرب الترابية”.
وبصوتٍ واثقٍ وموقفٍ متزن، نجحت الحركة في كسر احتكار البوليساريو للتمثيل المزعوم للصحراويين داخل المنتديات الدولية، لتقدّم للعالم صوتًا جديدًا من قلب الصحراء، يؤمن بالسلام تحت راية الوطن، لا بالحرب تحت راية الوهم.
