الصحافة _ كندا
تتواصل موجة الاهتمام الجماهيري بكل ما يحيط بمشاركة المنتخب الوطني المغربي، غير أن أسعار بعض فئات التذاكر، خاصة المقصورات الخاصة، أضحت في صلب النقاش داخل الأوساط الرياضية والرأي العام. فقد أفرزت المعطيات المتداولة أرقاما لافتة تتعلق بتكلفة متابعة مباريات “أسود الأطلس” من فضاءات متميزة خلال دور المجموعات التي ستجرى بالعاصمة الرباط، حيث بلغ ثمن المقصورة الواحدة حوالي 36 مليون سنتيم و3600 درهم، أي ما يعادل قرابة 3 ملايين سنتيم و3000 درهم للفرد الواحد، بالنظر إلى أن كل مقصورة تتسع لـ12 شخصا.
ولا تقف الأرقام عند حدود الدور الأول، إذ تشير نفس المعطيات إلى أن بلوغ المنتخب الوطني المباراة النهائية، بما يعني خوض سبع مباريات، يرفع بشكل كبير من كلفة المتابعة من المقصورة نفسها.
فقد اقتنى بعض المهتمين مقصورات المباريات السبع مقابل 81 ألف درهم للفرد الواحد، فيما ناهز السعر الإجمالي للمقصورة عبر مجموع المباريات حوالي 100 مليون سنتيم، وهو ما أعاد إلى الواجهة نقاشا واسعا حول فلسفة تسعير التظاهرات الكروية الكبرى وحدود التوازن بين البعد التجاري والطابع الشعبي لكرة القدم.
وفي الوقت الذي يرى فيه متابعون أن هذه المقصورات تظل منتوجا موجها لفئة محدودة تضم مقاولات وشركات وشخصيات تبحث عن خدمات مميزة، يعتبر آخرون أن هذه الأسعار تكرس فجوة واضحة بين كرة القدم كفرجة شعبية جامعة، وكرة القدم كصناعة تخضع لمنطق السوق.
ويأتي هذا الجدل في سياق تنظيمي استثنائي تراهن فيه الجهات المشرفة على كأس إفريقيا للأمم على تقديم نسخة عالية الجودة من حيث البنيات التحتية والخدمات، بما ينسجم مع المعايير القارية والدولية، وهو ما ينعكس، بحسب مراقبين، على كلفة بعض الخدمات الخاصة.
وبين من يعتبر هذه الأسعار مؤشرا على احترافية التنظيم وتطور الصناعة الرياضية، ومن يراها مبالغا فيها، يظل المؤكد أن مباريات “الأسود” لا تزال تثير الاهتمام داخل الملعب وخارجه، وأن البطولة القارية تُدار أيضا بمنطق الأرقام والرهانات الاقتصادية.














