الصحافة _ وكالات
معارضو البوليساريو يغازلون المغرب.. رفضوا خيار العودة إلى حمل السلاح.
يبدو أن الحركة السياسية الجديدة المعارضة لجبهة البوليساريو، أصبحت أقرب إلى الأطروحة المغربية منها إلى أطروحة البوليساريو.
إذ إن الحركة السياسية الجديدة، التي استطاعت أن تستقطب المعارضين الموجودين في المخيمات وفي الشتات، أكدت معارضتها ورفضها لخيار العودة إلى حمل السلاح، الذي تلوح به بين الفينة والأخرى البوليساريو، في محاولة للرد على بعض الاختراقات الدبلوماسية، التي حققها المغرب في السنوات الأخيرة بإفريقيا وأمريكا اللاتينية.
هذا ما يظهر من الحوار المثير للجدل للحاج أحمد بريك الله، زعيم الحركة السياسية المعارضة الجديدة “صحراويون من أجل السلام”، حديثا، مع صحيفة “إكسبريسو” البيروفية، حيث وصف الجبهة بالمنظمة الاستبدادية العاجزة بالفطرة عن قراءة الظرفيات والسياقات التاريخية، مؤكدا على ضرورة البحث عن حل سلمي في إطار الحوار مع المغرب.
في هذا الحوار، وجه الحاج أحمد بريك، المندوب السابق للجبهة في إسبانيا، ووزير التعاون قبل استقالته سنة 2012، وأحد الصحراويين المعروفين في أمريكا اللاتينية، رسائل مشفرة ودية إلى السلطات المغربية؛ وفي المقابل، هاجم جبهة البوليساريو بقوة. إذ أكد أن الوضع السياسي والاقتصادي والإنساني حاليا في مخيمات تندوف، بعد 45 عاما من تدبيرها من قبل البوليساريو، “لم يعد يطاق”.
وتابع أن ظروف عيش الصحراويين الباقين في المخيمات، الذين عادوا إلى المغرب “مختلفة”، مبينا أنه “لا مجال للمقارنة حتى ولو من زاوية المناخ وظروف العيش”، بحيث إن الصحراويين في المخيمات يعيشون “ظروفا صعبة”.
وأردف أن هناك حاجة إلى “حل قريب ينهي كابوس وصدمات الحرب، ويعيد تجميع الأسر، ويفسح المجال للطمأنينة والرفاهية العاطفية”.
وأقر الحاج أحمد بريك أن حركة “صحراويون من أجل السلام” تشكل ظاهرة سياسية غير مسبوقة، وأنها تجسد “القطيعة مع الماضي، من خلال إعطاء الأولوية لمقاربات جديدة، ورؤى أكثر واقعية في المستقبل، لاسيما ما يخص حل النزاع”، مشيرا إلى أن “البوليساريو عاجزة بالفطرة عن قراءة الظرفيات والسياقات التاريخية. ومن المعقول، إذن، أن تظهر انقسامات، وصراعات، ووجهات النظر، وفي الأخير انشقاقات مثل تلك التي أخرجت “صحراويون من أجل السلام” إلى الوجود”.
وبخصوص استحواذ القيادات العسكرية الجزائرية التابعة للبوليساريو على الدعم الغذائي الأوروبي الموجه لسكان المخيمات، يرد الحاج أحمد بريك قائلا: “أنا على علم بالكثير من المشاكل والاختلالات في التدبير، وهذا ما دفعني إلى الاستقالة سنة 2012 من وزارة التعاون. (…) لقد فاقم الفيروس الوضع أكثر في المخيمات”. علاوة على ذلك، يرى أنه “من المستحيل تنظيم أنشطة من قبل المعارضة” في المخيمات، وما حدث مع بعض النشطاء في يونيو الماضي أظهر أن “الحريات أكبر غائب في مخيمات تندوف. والبوليساريو، بعد 50 عاما من تأسيسها، لازالت منظمة استبدادية”.
ويعتقد الحاج أحمد بريك أن الحركة التي يتزعمها جاءت كبديل للخطاب الراديكالي والطوباوي القديم الذي تتبناه البوليساريو، موضحا أن الحركة الجديدة تتبنى مقترحات براغماتية وقابلة للتحقيق. واستطرد أن هدف الحركة على المدى القصير هو “دعم الحل السلمي وتجنب تضييع المزيد من الوقت”. وأضاف: “استراتيجيتنا تتمثل في أن نكون حاضرين خارج المخيمات، وفي الصحراء، والشتات، استعدادا لليوم الموالي للحل”.
ويظن أن البوليساريو غير متجذرة بين الصحراويين، إذ إنها “حاضرة حاليا بقوة في المخيمات فقط لأنها تهيمن على كل شيء، انطلاقا من الماء والمساعدات الإنسانية، وصولا إلى رخص التنقل”.
وخلص إلى أن خيار العودة إلى حمل السلاح، الذي تلوح به جبهة البوليساريو في كل مرة، يبقى “سيناريوها مستحيلا تقريبا”. 6