الصحافة _ وكالات
تظاهر آلاف المغاربة الاحد في العاصمة الرباط تنديدا بصفقة العار، ولوح المتظاهرون بأعلام فلسطينية في مسيرة وسط العاصمة وهم يهتفون عاشت فلسطين، وطالبوا بمقاطعة البضائع الامريكية، واحرقوا علم دولة الاحتلال، اما في تونس فنظم الاتحاد العام التونسي للشغل عدة مظاهرات في عدة مدن تنديدا بهذه الصفقة، وفعل اليمنيون الذين يواجهون حربا ظالمة الشيء نفسه ونزلوا بعشرات الآلاف الى الشوارع.
هذه المظاهرات الغاضبة هي الرد الأكبر والاقوى على المطبعين العرب، والجنرال عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني الذي تباهى بلقاء بنيامين نتنياهو في اوغندا، ووزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة الذي قال “لا ينبغي ان نكون فلسطينيين اكثر من الفلسطينيين” وهو التصريح الذي قوبل بالرفض والاستهجان من معظم الاشقاء المغاربة الذين يكنون شعورا وطنيا عاليا جدا تجاه القضية الفلسطينية ويرفضون كل أنواع التقارب مع دولة الاحتلال العنصري، ومستعدين بالتطوع بالملايين للقتال نصرة للاقصى وتحرير الأراضي العربية الإسلامية المحتلة.
نحن نطالب الوزير بوريطة ان يكون لا فلسطينيا اكثر من الفلسطينيين بل اكثر منهم وطنية وتمسكا بحقوقهم المشروعة، والدفاع عن قضيتهم العادلة، لأنه يمثل شعبا قدم الشهداء دفاعا عن القضية الفلسطينية، ووقف دائما في خندقها، والمظاهرة الضخمة في الرباط هي الدليل الأكبر، احد الأدلة على الإرث المغربي النضالي المشرف خدمة لقضايا الامة والعقيدة.
الشعب الفلسطيني يعيش تحت الاحتلال العنصري الغاصب، ويقاومه بكل الطرق والوسائل، وفجر انتفاضتين في اقل من عشر سنوات، وخاض اكثر من خمسة حروب في مواجهة “عدوانات” الاحتلال على قطاع غزة وحصاره الخانق المستمر حيث لا يجد أبناؤه الدواء، ناهيك عن الطعام، والحد الأدنى من الحد الأدنى للخدمات الضرورية، وصواريخه ارعبت الاحتلال وارسلت ملايين المذعورين الى الملاجئ.
نعم يا سيد بوريطة كن مثل الفلسطينيين في دفاعهم عن المقدسات الإسلامية والمسيحية نيابة عن كرامة الامة العربية، والعقيدة الإسلامية، وانظر الى الجزء الممتلئ المقاوم من الكأس، وليس الجزء الفارغ الذي يمثل سلطة الخنوع والاذعان المنبثقة عن اتفاقات أوسلو التي جاءت نتيجة للخذلان والضغوط والحصارات من قبل بعض الحكومات العربية، وبأوامر أمريكية إسرائيلية.
من يمثل فلسطين هم رجال المقاومة الشجعان في زمن الهوان والاستسلام، وليس قادة التطبيع وجنود التنسيق الأمني، فكن اكثر فلسطينية من هؤلاء الرجال المقاومين في رفض العنصرية الصهيونية والتغول الاستيطاني، ونهب الحقوق المشروعة، وعمليات الاذلال والمهانة امام الحواجز الإسرائيلية، ولا تلطخ صورة الشعب المغربي الناصعة بمثل هذه المواقف المهينة.
شكرا من القلب لهؤلاء المغاربة الشرفاء، نساء ورجالا، شبابا وشيوخا، والذين ردوا على وزير خارجيتهم الذي خانه التعبير، واراد ان يشوه نضالهم بميوله التطبيعية مع دولة الاحتلال الغاضب، من خلال هذه المسيرة الكبرى التي تؤكد على اصالة هذا الشعب، ووطنيته ووقوفه في خندق الحق والعدالة، والشكر موصول أيضا لكل الاشقاء التونسيين والجزائريين واليمنيين، وكل من تظاهر ضد صفقة العار هذه ووقف في الخندق الآخر، خندق الانتصار للمقاومة في وجه الظلم والطغيان.