الصحافة _ وكالات
وضع فوزي لقجع رئيس اتحاد الكرة المغربي فوزي نفسه في موقف حرج بعد سيل الوعود التي أطلقها وراحت أدراج الرياح، ما يجعله مدين باعتذار خلال أشغال الجمعية العمومية التي سيعقدها بالرباط يوم الإثنين لجهازه والتي ستشهد إجراء تغييرات كبيرة على أفرداه وتركيبته.
وأخل لقجع بوعوده بعدما أطلق قبل شهرين تصريحات صريحة وواضحة تضمنت ضروة استعمال تقنية الفيديو بالدوري المغربي وإلزامية تحول الفرق لشركات، ولم يحدث هذا ولا ذاك، ما آثار استياءً واسعا ووضع لقع في موقف محرج مرة أخرى بسبب تناقض تصريحاته مع يجري على أرض الواقع.
لقجع والفار
ظهر لقجع خلال مناظرة دعا إليها حكام الدوري المغربي بعد أزمة أخطاء التحكيم الموسم المنصرم، ليؤكد أنه اتخذ قرارًا لا رجعة فيه بالبدء باستعمال تقنية الفيديو مطلع الموسم الحالي الذي استهل مبارياته السبت.
وتحدث لقجع قائلا: “اليوم لم يعد المجال يسمح بأي تساهل أو تنازل بل يستحيل أن ينطلق الدوري المقبل من دون الفار.. لن ننطلق ما لم يحضر الفار وهذا قرار لا رجعة فيه ولو كلفني ما كلفني”.
وعاد لقجع في مناظرة أخرى ليؤكد الأمر نفسه، قبل أن يخرج مؤخرا ببيان يؤكد من خلاله أن الفار سيظهر خلال نصف نهائي كأس العرش.
الشركات أو الإقصاء
عاد لقجع بعد الخروج المخيب من أمم أفريقيا للمنتخب المغربي أمام بنين في الدور الثاني ليعقد مناظرة بدا وكأنها لامتصاص غضب الجماهير المغربية وتغيير مجرى النقاش، وخلالها أكد أنه قرر اتخاذ قرار مهم لا رجعة فيه يهم تحول الأندية لشركات.
وقال لقجع أمام مدربي وحكام ورؤساء الأندية بالمغرب ووسائل الإعلام: “مسألة تحول الأندية لشركات محسومة، وحان الوقت لتطبيقها ولن تنطلق مسابقة الدوري ما لم تستجب هذه الفرق للنظام الجديد”.
وأضاف: “يمكنني القول أنني مستعد للاستقالة أو بدء الدوري بنصف الفرق، وكل من لم يتحول لشركة أقول أنه لن يشارك في المسابقة وعليه أن يلحق بها في فترة أخرى”.
الدوري انطلق والنادي الوحيد الذي استلم اعتماد الشركة من وزارة الرياضة هو الدفاع الجديدي والجيش الملكي أعلن رسميًا أنه غير معني بهذا التحول، ولقجع لم يخرج بعد للتوضيح.
بشارة للوداد
بعد أن أعلنت هيئة التحكيم الرياضية بسويسرا قرارها بشأن نهائي دوري الأبطال الأفريقي وإحالته للجنة التأديب التابعة للكاف، خرج لقجع بتصريح غريب قال فيه إنه يتعين على الوداديين الاستعداد للخبر المفرح وأن يتهيأوا للاحتفال إما بالتتويج بلقب عصبة الأبطال أو إعادة النهائي، قبل أن يصدمه الكاف ولجنة التأديب وتعلن الترجي بطلًا دون أن يعقب على هذا القرار ولا ما الذي قصده بتصريحاته السابقة.
قبل نحو 5 سنوات من الآن وتحديدا خلال أول جمعية عمومية لاتحاد الكرة في عهد لقجع، ثارت داخل أروقة الجمعية أنباء عن إقالة الزاكي بادو وتعيين هيرفي رينارد مدربا لمنتخب المغرب.
دعا لقجع رجال الإعلام الحاضرون لتغطية أشغال الجمعية وأكد لهم أن كل ما يتم الترويج له ليس صحيحا، وأن الزاكي باق في منصبه ولا صحة لقرار إقالته.
بعدها بيوم واحد أقيل الزاكي وتم تعيين رينارد وبدا أن الترويج لهذا الأمر هو لشعل رجال الإعلام عن مصاريف الاتحاد التي ناهزت 90 مليون دولار حينها.
هبوط الفرق المديونة
بعد تعيينه في منصبه أكد لقجع أنه لن يتنازل مع الأندية التي عليها ديون ناتجة عن نزاعات سابقة مع لاعبين أو مدربين ولو اقتضى الأمر هبوطها للدوري الثاني.
وحين كشف رئيس الرجاء السابق سعيد حسبان عن حجم ديون قدرها 23 مليون دولار وإعلان قرب الرجاء من حافة الإفلاس لم يتحرك لقجع، بل سمح للرجاء ولعديد الفرق التي عليها ديون بإجراء تعاقدات في الميركاتو أزمت وضعيتها أكثر، دون تدخل ودون تفعيل للوعود.
أزمة مع الكاميرون
كان واحد من أشهر الخرجات التي جلبت على لقجع متاعب جمة، ظهوره خلال أحد المؤتمرات مؤكدًا أن الكاميرون يستحيل عليها تنظيم أمم أفريقيا 2019 وأنها ستعود للمغرب الذي سيوجه ضربة لعيسى حياتو الذي كان قد عاقب المغرب كرويا وجرده من تنظيم نسخة 2015.
قبل أن تتدخل بعض الجهات وتمتص غضب الكاميرونيين ويعلن وزير الرياضة باسم الحكومة المغربية أن المغرب غير معني بالتنظيم وأنه سيدعم البلد الأفريقي الشقيق أو من يعوضه لإنجاح التظاهرة وهي تصريحات عاد لقجع لتبنيها لإصلاح خطئه.
استقالة رينارد
بعد العودة من أمم أفريقيا فاجأ رينارد لقجع بإعلان نيته في الرحيل وأنه اتفق مع لقجع بعد مونديال روسيا سرا على هذا الموضوع، إلا أن الأخير نفى الأمر وأكد في بيان عبر موقعه الرسمي أنه لا صحة لاستقالة المدرب الفرنسي.
ليتأكد قول رينارد مع نهاية مباراة الجزائر والسنغال في النهائي الأفريقي ويرسل استقالته عبر البريد بشكل وصف بكونه إهانة لجهاز الكرة، ليرد الأخير بدعوته لحفل تكريمه وتسليمه هدايا في مقر الاتحاد ويتضح أن ما قاله المدرب الفرنسي هو الصحيح وليس نفي لقجع وجهازه.
وتبقى العديد من الوعود التي أطلقها لقجع بشأن احترام أجندة الدوري وتحديد تواريخ قارة على شاكلة الدوريات الأوروبية وغيرها من الأمور التي لم تجد مجالا للتطبيق دون توصيح أو اعتذار.