الصحافة _ وكالات
بعد الإشارة الملكية بطي صفحة الخلاف، بدأت الجارة إسبانيا، في مشاورات تعيين سفير جديد لها في الرباط لتيسير المصالحة، مقترحة تعيين شخصية مقربة من المغرب وزائرة دائمة له.
وفي السياق ذاته، نقلت وسائل اعلامية اسبانية، أن رئيس الحكومة بيدرو سانشيز، يفكر في تعيين بيرناردينو ليون، بدلا عن السفير ريكاردو دييز هولاتنر رودريغيز، وذلك في محاولة لفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين، بعدما كان قد غير وزيرة خارجيته، أرانشا غونزاليس لايا، للسبب ذاته.
ليون، دبلوماسي وسياسي إسباني، شغل منصب الممثل الخاص ورئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، خلفا لطارق متري، بين سنتي 2014 و 2015، وقبل تعيينه في هذا المنصب من قبل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، شغل منصب الممثل الخاص للاتحاد الأوربي لجنوب البحر الأبيض المتوسط ، كما عرف بقربه من المغرب أثناء وجوده في منصب الأمين العام السابق في مكتب رئيس الوزراء الإسباني الأسبق، خوسيه لويس رودريغو زاباتيرو.
يشار إلى أنه بعد الخطاب الملكي الأخير، الذي أكد فيه الملك محمد السادس، حرص البلاد على إقامة علاقات قوية مع إسبانيا، تنفست الحكومة الإسبانية الصعداء، ملتقطة الإشارة الملكية الإيجابية لطي الخلاف الذي نشب بين البلدين قبل أربعة أشهر.
وفي السياق ذاته، نقلت وسائل إعلام إسبانية، أن حكومة بيدرو سانشيز، انتظرت هذه الإشارة الملكية لأسابيع، وكانت تأمل أن تجد في خطاب الملك في عيد العرش قبل أيام ضالتها، قبل أن تستبشر بالإشارات الملكية القوية في خطاب ذكرى ثورة الملك والشعب .
ورحبت كل من إسبانيا والاتحاد الأوربي بما جاء في خطاب الملك محمد السادس، ورغبته في تعزيز العلاقات مع دول الجوار، حيث وجها بدورهما دعوة إلى ترسيخ الروابط مع المملكة بعد ثلاثة أشهر من الأزمة التي اندلعت بين الرباط ومدريد، عقب استقبال الأخيرة لزعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي باستخدام هوية مزورة.
وكان الملك قد أكد في خطابه بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب، أن المغرب يرغب في “إقامة علاقات قوية، بناءة ومتوازنة، خاصة مع دول الجوار”، متحدثا عن إسبانيا وفرنسا على وجه الخصوص.
وخلال مؤتمر صحافي في توريخون دي أردوز، شمال-شرق مدريد، قال رئيس الوزراء الإسباني الاشتراكي بيدرو سانشيز، إنه يود “شكر ملك المغرب على تصريحاته”، فيما كان قادة أوربيون بارزون إلى جانبه بعد زيارتهم مخيما يأوي لاجئين أفغانا جرى إجلاؤهم من كابول.
وأضاف رئيس وزراء إسبانيا، “اعتبرنا المغرب حليفا استراتيجيا على الدوام”. وقال سانشيز “انطلاقا من الثقة، الاحترام والتعاون، بمقدورنا بناء علاقة أكثر تماسكا من تلك التي جمعتنا إلى الآن”.
بدوره، قال رئيس المجلس الأوربي شارل ميشال خلال المؤتمر الصحافي نفسه، “نعرب عن ترحيبنا بما قاله ملك المغرب”، مضيفا أن “المغرب شريك لإسبانيا، ولكن أيضا للاتحاد الأوربي”.
جدير بالذكر أن الملك، كان قد أكد خلال خطابه أن العلاقات بين الرباط ومدريد “مرت، في الفترة الأخيرة، بأزمة غير مسبوقة، هزت بشكل قوي، الثقة المتبادلة، وطرحت تساؤلات كثيرة حول مصيرها”. وأضاف متحدثا عن بداية حل المشكل، “غير أننا اشتغلنا مع الطرف الإسباني، بكامل الهدوء والوضوح والمسؤولية”.
وقال الملك إنه وإضافة “إلى الثوابت التقليدية، التي ترتكز عليها، نحرص اليوم، على تعزيزها بالفهم المشترك لمصالح البلدين الجارين”.
وأكد الملك أنه “تابع شخصيا، وبشكل مباشر، سير الحوار، وتطور المفاوضات” وأضاف، “ولم يكن هدفنا هو الخروج من هذه الأزمة فقط، وإنما أن نجعل منها فرصة لإعادة النظر في الأسس والمحددات، التي تحكم هذه العلاقات.
وأضاف “وإننا نتطلع، بكل صدق وتفاؤل، لمواصلة العمل مع الحكومة الإسبانية، ومع رئيسها معالي السيد Pedro Sanchez، من أجل تدشين مرحلة جديدة وغير مسبوقة، في العلاقات بين البلدين، على أساس الثقة والشفافية والاحترام المتبادل، والوفاء بالالتزامات”.
وزاد الملك قائلا “وهو نفس الالتزام، الذي تقوم عليه علاقات الشراكة والتضامن، بین المغرب وفرنسا، التي تجمعني برئيسها فخامة السيد Emmanuel Macron، روابط متينة من الصداقة والتقدير المتبادل”.
المصدر: اليوم 24