الصحافة _ وكالات
نفى السودان والمغرب اليوم عزمهما فرض إغلاق تام لمواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد، وبينما تواجه الحكومة الفرنسية مقاومة من عشرات البلديات لتشديد الإجراءات الاحترازية للتغلب على الموجة الثانية للتفشي، تعيش إيران موجة ثالثة من المرض، مع تسجيل أرقام قياسية في الوفيات.
ونفت الحكومة السودانية اليوم اعتزامها فرض إغلاق على البلاد أو اتخاذ إجراءات احترازية إضافية للحد من تفشي جائحة كورونا، وذلك عقب تداول بعض الصحف المحلية وجود تجاه حكومي للعودة إلى الإغلاق الجزئي أو الكلي لمواجهة موجة ثانية للفيروس.
وجاء في بيان لمجلس الوزراء السوداني أن “الإشاعات تزايدت حول الوضع الصحي وعدد الإصابات بكورونا”، مضيفا أن اللجنة العليا للطوارئ الصحية هي الجهة الوحيدة المعنية بالقرارات والإجراءات الخاصة بوباء كورونا.
وكانت السلطات السودانية رفعت يوم 16 سبتمبر/أيلول الماضي حظرا صحيا شمل البلاد بعد إغلاق دام 6 أشهر، وسجلت البلاد إلى غاية الجمعة 13 ألفا و819 إصابة، بينها 837 وفاة.
وفي المغرب، نفت الحكومة ما راج على مواقع التواصل الاجتماعي من عزم السلطات إعادة فرض الحجر الصحي الشامل في المملكة في ظل استمرار ارتفاع أعداد المصابين والمتوفين جراء الجائحة منذ أغسطس/آب الماضي. وأفاد بيان للحكومة المغربية أن ما روج له البعض من بيان صحفي يدعي انعقاد مجلس للحكومة صباح اليوم للمصادقة على قرار إعادة الحجر الصحي “كذب وافتراء لا أساس له من الصحة”.
وكانت السلطات المغربية خففت منذ يونيو/حزيران الماضي إجراءات الحجر الصحي المطبق منذ 20 مارس/آذار الماضي، وشمل التخفيف فتح مؤسسات حكومية وعدد من المساجد بمختلف أقاليم المملكة. وسجل المغرب حتى مساء السبت 219 ألفا و84 إصابة، بينها 3695 وفاة.
مقاومة بفرنسا
وفي فرنسا، ذكرت وكالة رويترز أن قرار باريس بالعودة منذ الجمعة الماضية إلى الإغلاق العام لمواجهة الموجة الثانية من تفشي المرض قوبل بمعارضة من رؤساء 50 مدينة وبلدة، إذ أصدر هؤلاء مراسيم محلية تسمح للمحال التجارية بالبقاء مفتوحة، وقالت رئيسة بلدية باريس آن إيدالغو إنها ستبقي أيضا المكتبات مفتوحة.
بالمقابل، وصف وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير اليوم هذه الإجراءات بغير المسؤولة، وبأنها تشكل خطرا على الصحة. ولكن الوزير لومير وعد بتقديم 100 مليون يورو (116 مليون دولار) لمساعدة الشركات الصغيرة الفرنسية على تقديم خدماتها عبر الإنترنت، وأضاف الوزير الفرنسي في تصريحات لمحطة تلفزيونية “ينبغي ألا تكون أمازون الرابح الأكبر من هذه الأزمة على حساب المتاجر المحلية”.
وحسب إحصاء لرويترز، يبلغ إجمالي المصابين بالفيروس في فرنسا مليونا و367 ألفا، في حين قضى بالمرض أكثر من 36 ألفا و788.
واتخذت مقاومة عودة القيود المفروضة في بعض البلدان الأوروبية منحى عنيفا، إذ أوقفت الشرطة الإسبانية عشرات الأشخاص خلال مواجهات في مدن عدة إثر مظاهرات نظمت لليلة الثانية على التوالي، احتجاجا على القيود المفروضة لوقف الانتشار السريع لفيروس كورونا. ووقعت أشد المواجهات في مدريد حيث ردد العديد من المتظاهرين “حرية”، وأضرموا النار في حاويات النفايات ونصبوا حواجز في شارع رئيسي وسط مدريد.
وضع إيران
من ناحية أخرى، أغلقت الحكومة الإيرانية المدارس والمساجد والمتاجر والمطاعم في معظم أنحاء البلاد بغرض مواجهة موجة ثالثة من تفشي الجائحة. وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس إن القيود الجديدة ستدخل حيز التنفيذ بعد غد الأربعاء في 25 إقليما من أصل 31 لمدة 10 أيام.
وأعلنت وزارة الصحة الإيرانية أن الحصيلة اليومية لوفيات كورونا وصلت إلى مستوى قياسي بلغ 434 وفاة، وقال رئيس المجلس الطبي الإيراني محمد رضا ظفر غاندي إن العدد الفعلي للوفيات أعلى بثلاث مرات على الأقل من العدد الرسمي.
وحسب وزارة الصحة، فإن عدد وفيات الفيروس بلغ لحد الآن 35 ألفا و298، في الدولة الأكثر تضررا من الفيروس في الشرق الأوسط، وقالت الوزارة إن عدد حالات الإصابة المؤكدة بالفيروس ارتفعت إلى أكثر من 620 ألفا.
وقال غاندي لوكالة الطلبة الإيراني “العدد الرسمي للوفيات يعتمد فقط على عدد المرضى المسجلين.. من خلال المسح الميداني في المستشفيات والمقابر، حصل مجلسنا على رقم أعلى بثلاث مرات على الأقل من عدد الوفيات الرسمي”.
يشار إلى أن عدد المصابين بالفيروس من مختلف أنحاء العالم تجاوز سقف 46 مليونا، في حين وصل إجمالي الوفيات الناتجة عن الفيروس إلى أكثر من مليون و195 ألفا. وظهر الفيروس المستجد لأول مرة في مدينة ووهان وسط الصين في ديسمبر/كانون الأول 2019، وتتصدر الولايات المتحدة قائمة بؤر المرض عالميا تليها الهند ثم البرازيل.