في رسالة قوية للأمم المتحدة.. الملك يجدد التزام المغرب بالدفاع عن فلسطين ويدعو لسلام عادل

25 نوفمبر 2025
في رسالة قوية للأمم المتحدة.. الملك يجدد التزام المغرب بالدفاع عن فلسطين ويدعو لسلام عادل

الصحافة _ كندا

وجّه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، رسالة قويّة إلى رئيس لجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، كولي سيك، بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي يخلده العالم في 25 نونبر من كل سنة. رسالة حملت مواقف واضحة وثابتة للمملكة، ورؤية متكاملة لمسار السلام، ودعوة صريحة للمجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته التاريخية إزاء معاناة الفلسطينيين.

أكد جلالة الملك في مستهل رسالته حرص المغرب على دعم الشعب الفلسطيني والدفاع عن قضيته العادلة، مشيدًا بجهود اللجنة الأممية واستمرارها في تسليط الضوء على الحقوق المشروعة للفلسطينيين. وأبرز جلالته أن التزام المغرب “ثابت وراسخ” تجاه القضية الفلسطينية، باعتبارها محورًا أساسيا لاستقرار منطقة الشرق الأوسط.

وعرضت الرسالة الملكية حصيلة الوضع الكارثي الذي عاشه الفلسطينيون خلال السنتين الماضيتين، من قتل وتشريد وتجويع في غزة، واعتداءات يومية في الضفة الغربية والقدس الشرقية، مذكّرة بالمبادرات الإنسانية التي قام بها المغرب في خمس مناسبات منذ أكتوبر 2023، من خلال إرسال مساعدات غذائية وطبية وإغاثية، وصولًا إلى الجسر الجوي الأخير الذي حمل حوالي 300 طن من المساعدات عبر مسار بري غير مسبوق.

وتوقفت الرسالة عند اتفاق وقف إطلاق النار الأخير في غزة، معتبرة أنه محطة مفصلية يجب البناء عليها لوقف آلة الحرب والسماح بدخول المساعدات وإطلاق عملية إعادة الإعمار. كما ثمّن جلالة الملك الدور الحاسم للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وجهود مختلف الوسطاء الذين أسهموا في الوصول إلى التهدئة.

وفي ما يشبه خريطة طريق شاملة، قدّم الملك خمسة محددات أساسية لأي جهد دولي يروم إرساء سلام عادل ومستدام، أبرزها:
– ضمان وحدة غزة والضفة تحت إشراف السلطة الفلسطينية، باعتبارهما جزءًا من الدولة المنشودة.
– دعم السلطة الفلسطينية سياسيًا وإداريًا وماليًا بقيادة الرئيس محمود عباس.
– رفع القيود المفروضة على الاقتصاد الفلسطيني، بما يشمل حركة البضائع والأموال والأشخاص.
– تشجيع المصالحة الفلسطينية تحت مظلة منظمة التحرير.
– إطلاق مفاوضات جادة وفق جدول زمني محدد للوصول إلى دولة فلسطينية مستقلة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وفي ما يتعلق بالمدينة المقدسة، ذكّر جلالة الملك، بصفته رئيس لجنة القدس، بأن أي تسوية حقيقية للقضية الفلسطينية تمر ضرورة عبر معالجة ملف القدس الشريف. وأعرب عن قلقه إزاء الانتهاكات المتكررة للمقدسات الإسلامية والمسيحية، خصوصًا في المسجد الأقصى، محذرًا من أن استمرار هذه الممارسات قد يدفع بالمنطقة نحو صراع ديني خطير.

وتطرقت الرسالة أيضًا إلى الوضع المتأزم في الضفة الغربية، حيث تتزايد عمليات الاستيطان والاعتداءات اليومية ضد الفلسطينيين بهدف فرض وقائع جديدة على الأرض، في تهديد مباشر لأسس حل الدولتين.

كما أبرز جلالة الملك الدينامية الدولية المتنامية الداعمة لإقامة دولة فلسطينية، والتي تجسدت في الاعترافات المتزايدة بدولة فلسطين، وفي التحالف الدولي من أجل تنفيذ حل الدولتين، الذي استضاف المغرب اجتماعه الخامس في ماي 2025.

وشدد الملك على أن حل الدولتين لم يعد خيارًا سياسيًا فقط، بل “مطلبًا آنيا تفرضه الواقعية السياسية والاعتبارات الإنسانية والأخلاقية”، معتبرًا أن الشعب الفلسطيني حُرم لعقود من حقوقه وكرامته.

واختتم جلالة الملك رسالته بتجديد استعداد المغرب للانخراط بقوة في الجهود الدولية الرامية إلى إعادة إحياء مسار السلام وفق معايير واضحة وأفق زمني معقول، بعيدًا عن منطق تدبير الأزمة. ودعا اللجنة الأممية إلى مواصلة عملها لحشد الدعم العالمي لحقوق الفلسطينيين غير القابلة للتصرف، في إطار رؤية تسعى إلى تحقيق سلام عادل ودائم يخدم الأمن والاستقرار في المنطقة.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق