الصحافة _ وكالات
مع اقتراب الذكرى الـ3 لاندلاع حراك الريف، تستعد عدد من المدن المغربية والأوروبية لنشاطات تضامن مع الحراك ونشطائه المعتقلين،يوم 28 أكتوبر الجاري، وهو اليوم الذي قتل به قبل 3 سنوات بائع السمك محسن فكري، طحناً في شاحنة لجمع النفايات في مدينة الحسيمة، وهو الحادث الذي أطلق قمقم الحراك وقضايا منطقة الريف ذات الحساسية الخاصة في علاقتها مع السلطات المركزية منذ نهاية خمسينيات القرن الماضي.
وإلى جانب نشاطات تضامنية تنظم في باريس بدعوة من ناصر الزفزافي، قائد الحراك والمعتقل منذ نهاية مايو 2017، وحكم عليه بالسجن النافذ 20 سنة، أعلنت عشرات الجمعيات الحقوقية والنسائية والنقابية والأحزاب السياسية الديمقراطية وفعاليات مدنية عن تنظيم وقفات احتجاجية ومسيرات في مدينة الحسيمة والرباط والدار البيضاء، وقالت في بيان لها إنها اجتمعت يوم الجمعة الماضي بالمقر المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، للإعداد لخطوة احتجاجية تخليداً للذكرى الثالثة لوفاة سماك الحسيمة، محسن فكري، طحناً في شاحنة لجمع النفايات، والتي شكلت الشرارة الأولى لاندلاع حراك الريف.
وقالت في بلاغها إن ممثلي هيئات مدنية وجمعوية وسياسية، كل من أحمد الزفزافي، والد القيادي بحراك الريف ناصر الزفزافي،
والإعلامي المخضرم خالد الجمعي والحقوقي البارز النقيب عبد الرحمان بنعمرو وأخرين، تداولوا في الأشكال الاحتجاجية الممكن خوضها في الذكرى الثالثة التي تصادف 28 أكتوبر الجاري، واتفقوا على تنظيم قافلة بالسيارات نحو مدينة الحسيمة، تنطلق من مدن مختلفة من المغرب، بالإضافة إلى الدعوة لتنظيم مسيرة بمدينة الحسيمة، وستكون هي الأولى من نوعها بعد سنتين من الحظر المفروض على الاحتجاج داخل هذه المدينة وتشكيل «الائتلاف الديمقراطي من أجل إطلاق سراح المعتقلين السياسيين وفك الحصار عن الريف».
وقال البلاغ إن الحضور قرروا في اللقاء ذاته اتخاذ مجموعة من التدابير لتحقيق الأهداف المحددة مع وضع آليات عملية لذلك وأجندة زمنية لأهم المحطات النضالية المقترحة من المشاركين والمشاركات في اللقاء (تخليد الذكرى الثالثة لاستشهاد محسن فكري/ تنظيم قافلة نحو مدينة الحسيمة ومسيرة بها/ مهرجانات خطابية/ وقفات احتجاجية محلية وجهوية ووطنية/ حملة للترافع على المستوى الوطني والدولي/ دعم الشكاية التي ستتقدم بها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان لدى الوكيل العام لدى محكمة النقض بالرباط في شأن التعذيب الذي تعرض له معتقلو الحراك)، بالإضافة إلى مقترحات أخرى وثمنوا «صمود عائلات معتقلي الحراك وطالبوا بالتدخل العاجل من أجل ضمان الحق في الحياة للمعتقل السياسي ربيع الأبلق الذي يخوض إضراباً عن الطعام منذ فاتح أيلول/ سبتمبر 2019، وأصبح في وضعية صحية حرجة».ومن المقرر أن تقدم لجنة للمتابعة اقتراح أجندة (في أجل 15 أكتوبر الجاري) من أجل تنزيل ما تم الاتفاق حوله خلال هذا اللقاء.
ووقع على بيان التأسيس، البلاغ الذي وقع عليه 33 تنظيماً وهيئة، هي المنتدى المغربي من أجل الحقيقة والإنصاف، جمعية تافرا، العصبة
المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان، الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، لجنة الحسيمة للدفاع والمطالبة لإطلاق سراح معتقلي حراك الريف والمعتقلين السياسيين، جمعية أطاك المغرب، الجمعية المغربية لمحاربة الرشوة، الجمعية المغربية لصحافة التحقيق، الجامعة الوطنية للتعليم – التوجه الديمقراطي، شبيبة النهج الديمقراطي، شبكة التقاطع للحقوق الشغلية، الجمعية المغربية للنساء التقدميات، لجنة طنجة للدفاع والمطالبة بإطلاق سراح معتقلي حراك الريف والمعتقلين السياسيين، حزب النهج الديمقراطي، القطاع النسائي للنهج الديمقراطي، الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي – الاتحاد المغربي للشغل، الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، مرصد العدالة في المغرب، لجنة دعم معتقلي الحراك بالدار البيضاء، اللجنة الوطنية للمسيرة العالمية للنساء بالمغرب، حركة الشبيبة الديمقراطية التقدمية (حشدت)، جمعية الحرية الآن، منتدى حقوق الإنسان لشمال المغرب، مبادرة الحراك الشعبي في الدار البيضاء، اللجنة الوطنية لدعم حراك الريف ومطالبه العادلة، الشبيبة الطليعية، حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، الحزب الاشتراكي الموحد، الائتلاف المغربي لهيئات حقوق الإنسان، اتحاد العمل النسائي، منتدى الحداثة والديمقراطية، واتحاد نساء التعليم – التوجه الديمقراطي».
ودعا ناصر الزفزافي، قائد حراك الريف، في وقت سابق إلى المشاركة المكثفة في مسيرة يوم 26 تشرين الأول/ أكتوبر 2019 في العاصمة الفرنسية باريس؛ من أجل كسر الحصار عن الريف وكسر صمت المنتظم الدّولي، بالموازاة مع تنظيم مسيرات أخرى في المغرب، تخليداً للذكرى الثالثة لاستشهاد محسن فكري، الذي فارق الحياة مطحوناً في حاوية للأزبال، وفجرت وفاته حراك الريف.
وقال أحمد الزّفزافي، والد ناصر، إنّ اللجنة المنظمة للمسيرة تنسّق مع الشرطة الفرنسية لتمرّ الأمور في سلام «لا نستطيع التّحكم في مسيرة تضمّ الآلاف من المواطنين؛ تحدثنا مع رجال الأمن في باريس لتمرّ الأمور في سلام، ونتمنّى ألا تقع تجاوزات» و»على الجميع أن يتحمّل مسؤوليته الكاملة في هذا الامتحان؛ لأن الأمر يتعلّق بمسيرة سيجتمع حولها آلاف الشّباب وأبناء المنطقة»، وإن «اللجنة المنظمة ستأخذ جميع احتياطاتها للحفاظ على ثوابت الحراك الرّيفي».
ونظمت الجامعة الوطنية للتعليم (التوجه الديمقراطي) بعد ظهر أول أمس السبت بالمقر المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالرباط، حفلاً تكريمياً للأساتذة المعتقلين على خلفية حراك الريف بمناسبة الاحتفاء في اليوم العالمي للمدرس، الذي يخلد في 5 أكتوبر/ تشرين الأول من كل سنة.
واختارت الجامعة تكريم المعتقل محمد جلول المحكوم ب 10 سنوات من السجن النافذ، ومحمد المجاوي الذي أدين بـ5 سنوات سجناً نافذاً، والحمديوي يوسف الذي أدين بـ3 سنوات سجناً نافذاً.