الصحافة _ كندا
في زلزال جديد ضرب مصداقية الإعلام العمومي المغربي، تفجّرت فضيحة مدوية بعد بث قناة “الرياضية” خريطة مبتورة للمملكة خلال تغطيتها لبطولة كأس الأمم الإفريقية للسيدات، ما اعتُبر مساً صريحاً بالوحدة الترابية وقيم السيادة الوطنية. ورغم أن الواقعة أثارت موجة استنكار واسعة داخل وخارج المغرب، فإن رد الفعل من داخل الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة جاء متأخراً، حيث لم يُفتح التحقيق الداخلي إلا بعد اتساع دائرة الغضب الشعبي وانتقال الحدث إلى صفحات الإعلام الدولي.
التحقيق الذي أمر به فيصل العرايشي، الرئيس المدير العام لـ”SNRT”، قد لا يكون كافياً لامتصاص الغضب، خاصة أن ما جرى لم يكن مجرّد خطأ تقني عابر، بل ضربة موجعة لصورة مؤسسة يُفترض أنها الحارس الإعلامي لثوابت الدولة. فكيف مرّت مثل هذه السقطة الجسيمة دون تدقيق، في قناة تتبع مباشرة للمنظومة العمومية وتعمل في صلب مناسبة قارية تُقام على التراب الوطني؟
مصادر متطابقة أكدت أن تبعات الحادثة مرشّحة للتوسع، وأن رؤوساً وازنة داخل القناة مرشّحة للإعفاء، مع تزايد الحديث في كواليس الرباط عن احتمال تنحية فيصل العرايشي نفسه، الذي كان مقرراً أن يغادر منصبه منذ أشهر في إطار مشاورات تجديد دماء المشهد الإعلامي العمومي.
ويبقى الرهان اليوم ليس فقط على تحديد المسؤوليات، بل على ما إذا كان هذا الزلزال سيضع حداً نهائياً لمرحلة طالما وُصفت بالفوضى وغياب المحاسبة داخل دار البريهي، أم أن التحقيق سيكون مجرد تمرين بيروقراطي لتنفيس الغضب دون تغيير حقيقي يرقى إلى مستوى اللحظة الوطنية.