الصحافة _ كندا
في واقعة مثيرة للسخرية والاستغراب، لجأ النظام العسكري الجزائري إلى تزوير التاريخ وسرقة التراث المغربي، عبر نشر فيديو ترويجي على منصة “X” تنسب فيه قصبة آيت بن حدو، أحد أبرز المعالم التاريخية المغربية المصنفة ضمن التراث العالمي لليونسكو، إلى الجزائر في محاولة فاشلة وبائسة لإضفاء هوية ثقافية على بلد يفتقر إلى إرث حضاري حقيقي.
في ظل غياب تراث وطني يمتد لأكثر من 132 سنة من الاستعمار الفرنسي، يبدو أن وزارة الدفاع الجزائرية، بقيادة كبير الكابرانات سعيد شنقريحة، لم تجد أمامها سوى سرقة تاريخ المغرب، ومحاولة إيهام الجزائريين والأجانب بأن معلمة مغربية عريقة تعود إليهم. غير أن هذه المحاولة المكشوفة سرعان ما تحولت إلى فضيحة دولية، بعدما انتشرت موجة من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ أن الفيديو الترويجي لم يكن مجرد خداع بسيط، بل كان انتحالًا فاضحًا يعكس حالة الهوس المزمن لدى النظام الجزائري بكل ما هو مغربي.
هذه الفضيحة تأتي بعد أن اختار المخرج العالمي كريستوفر نولان تصوير فيلمه الجديد حول ملحمة الأوديسا للشاعر الإغريقي هوميروس داخل قصبة آيت بن حدو، ما يبرز قيمتها التاريخية عالمياً، ليأتي العسكر الجزائري ويحاول سرقتها بوقاحة فاضحة، كما سبق لهم أن فعلوا مع القفطان المغربي، الكسكس، وحتى الطربوش الفاسي.
بمحاولة السطو على التراث المغربي، يؤكد النظام الجزائري مرارًا وتكرارًا افتقاده لأي هوية حضارية، فبعدما استنزف الفرنسيون ذاكرته التاريخية وتراثه المعماري، لم يبقَ أمامه سوى الاستجداء والانتحال، لكنه في كل مرة يسقط في فخ التناقض والفضيحة، ليجد نفسه أضحوكة أمام العالم.
الواقع أن هذه المهزلة الجديدة ليست سوى دليل آخر على أن الجزائر الحديثة صنيعة استعمارية لا تمتلك جذورًا تاريخية راسخة، مما يدفع حكامها إلى سرقة رموز المغرب، لكن مهما تكررت محاولات السطو والإنكار، سيظل التاريخ منصفًا، وستبقى قصبة آيت بن حدو مغربية أبدًا، بينما يظل العسكر الجزائري غارقًا في وهم التزييف والتلفيق!