وأكد بلاغ الحكومة أن التدابير التي تم اتخذتها، “جاءت تبعا لتوصيات اللجنة العلمية والتقنية، وأخذا بعين الاعتبار خلاصات التتبع اليومي المستمر للوضعية الوبائية بالمملكة خاصة التراجع المسجل في منحى الإصابة بفيروس كورونا”، مما اعتبره متتبعون مؤشرا على تحسن الوضعية الوبائية بالمغرب آملين بفتح الحدود أمام السياح الأجانب، والجالية المغربية.
وفي هذا الإطار، كشف سعيد عفيف، رئيس الجمعية المغربية للعلوم الطبية والفدرالية الوطنية للصحة، وعضو اللجنة العلمية للتلقيح، أن القرار الحكومي الأخير، القاضي بتخفيف التدابير الاحترازية، يمكن اعتباره مؤشرا إيجابيا على تحسن الوضعية الوبائية بالمملكة، لكن يجب في المقابل، الحفاظ على المكتسبات التي حققها المغرب في هذا الجانب، مضيفا أن فتح الحدود يعتبر مخاطرة في الوضعية الراهنة، نظرا للمتغيرات التي يعرفها الوباء على الصعيد العالمي، بعد بروز سلالات جديدة.
وأوضح عفيف، أن الإجراءات التي يفرضها المغرب حاليا، على القادمين من الدول التي يشملها الحظر، عبر رحلات استثنائية، هو إخضاعهم للحجر الصحي لمدة 10 أيام، يتم خلاله إجراء اختبار للكشف عن “كوفيد-19″، في اليوم التاسع، وأضاف المتحدث ذاته، أن شهادة تلقي اللقاح المضاد للفيروس، تبقى هي الخيار الأمثل، في حالة الشروع بفتح الحدود، إضافة إلى إجراء اختبارات سريعة للكشف، بالنقاط الحدودية والمطارات.
وأشار عفيف، إلى أن تخفيف الإجراءات الاحترازية، يجب ألا يمنحنا شعورا مخادعا بالأمان، لذلك وجب على المواطنين الحفاظ على التدابير الاحترازية التي تعتمدها المملكة ضد الوباء، كالالتزام بارتداء الكمامة والتباعد الجسدي، والنظافة، للمحافظة على المكتسبات التي تم تحقيقها، وعد وقوع انتكاسة تعيدنا إلى الوراء، كما حصل في دول أخرى.
ومن جانبه قال الخبير في علوم الأوبئة ومدير مختبر علوم الفيروسات بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، المصطفى الناجي، إن قرار فتح الحدود “سيكون إجباريا إذا ربطناه بتحقيق انتعاش اقتصادي، والحد من تداعيات الأزمة الاقتصادية، خصوصا ونحن مقبلون على موسم الصيف، لكن هذا الأمر يبقى رهينا بالوضعية الوبائية”.
وأكد الناجي أن قرار إغلاق الحدود والذي اتخذته المملكة، بشكل سيادي، كان فعالا في الحد من تفشي سلالات كورونا الجديدة، مثل البريطانية والهندية، المميزة بسرعة انتشارها الكبيرة، مضيفا أن إعادة فتح الحدود واستئناف استقبال السياح ومغاربة العالم، يتطلب الكثير من التحضير، واتخاذ إجراءات أكثر فعالية. ويجمع مختصون على أن الإسراع بعملية التلقيح لتحقيق المناعة الجماعية، يبقى هو الخيار الأمثل لعودة الحياة إلى طبيعتها تدريجيا.