الصحافة _ وكالات
الأمم المتحدة تؤكد صعوبة تعيين مبعوث خاص ورئاسة مجلس الأمن تنتقل إلى أمريكا
أكدت الأمم المتحدة صعوبة مهمة تعيين مبعوث خاص إلى الصحراء، لملء المنصب الشاغر الذي خلفه المبعوث الألماني السابق، هورست كوهلر لأسباب صحية.
وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام، خلال إحاطة إعلامية يوم رابع مارس الجاري، “إنها ليست أسهل وظيفة على قائمة الأمم المتحدة، إنها وظيفة حاسمة، وقد سعى الأمين العام لملء المنصب، لكن كما هو الحال في العديد من هذه التعيينات، ليس كل شيء بين يديه، لكنه يقوم بمهمته”.
وتواصل الأمانة العامة البحث عن شخصية قوية تحظى بقبول الأطراف المعنية بالنزاع المفتعل في الصحراء المغربية، بعد رفض بوليساريو والجزائر مقترح بيتر رومان، رئيس الوزراء الروماني السابق.
ويأتي هذا التصريح من قبل المسؤول الأممي، بعد التطورات الأخيرة التي عرفتها المنطقة، في ظل الهجوم القوي لخصوم الوحدة الترابية على الأمم المتحدة، واتهامها بالانحياز للمغرب، والإعلان من جانب واحد عن التنصل من الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار، الذي وقعته الأطراف مع الأمم المتحدة، لفسح المجال لاستئناف التفاوض، من أجل التوصل إلى حل سياسي.
كما يتزامن الاعتراف الأممي، في ظل تحمل الولايات المتحدة الأمريكية لرئاسة مجلس الأمن، خلال مارس الجاري، خلفا للمملكة المتحدة التي قادت المجلس في فبراير الماضي، وهي الفترة التي شنت خلالها بوليساريو حملة قوية ضد الأمم المتحدة، وضغوط كبرى للمطالبة بالإسراع بتعيين مبعوث خاص إلى الصحراء، في محاولة للتغطية عن فشلها في التفاعل مع جهود الأمم المتحدة ومبعوثيها، لإنهاء النزاع المفتعل في الصحراء، وإنهاء معاناة المحتجزين في مخيمات الحمادة.
ولم يسلم الأمـين العام الأممي ومجلس الأمن من تهجمات بوليسـاريـو، واتهامــــه بالضعـف في التعاطـي مـــــع تطـورات الوضـــــــع في الصحراء، ما بعد تحرير معبر الكركرات، مـن قبل القـوات المغربية، واستعادة تأمين المناطق العازلة ومنع اقتراب ميليشيات الجبهة من الجدار الأمني.
ووصل التهجم على غوتيريس إلى حد تحميل الأمم المتحدة المسؤولية في تداعيات الوضع الراهن بالمنطقة، في الوقت الذي أكد مسؤولو مينورسو في الصحراء متابعتهم للوضع، مكذبين ما تذهب إليه أبواق بوليساريو من وجود حرب بالمنطقة.
ويأتي هذا الهجوم من قبل خصوم الوحدة الترابية على الأمم المتحدة، والأمين العام، ليعكس المأزق الذي أصبحت عليه بوليساريو، بعد اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء، وتوالي الانتصارات الدبلوماسية للمغرب، ناهيك عن تفاقم الاوضاع داخل المخيمات، والتي تهدد بالانفجار، احتجاجا على حالة القمع والحصار، الذي تمارسه القوات الجزائرية على أي تحرك أو احتجاج، وصل إلى حد إطلاق الرصاص، على أحد سكان المخيمات.
وفي انتظـار تعيين مبعوث جديد، يظل المغرب متشبثا باحترام القرارات الأمميـــــة، وبخيار الحكم الذاتي أساسا للتسوية النهائية للنزاع المفتعل، والدفاع عـن سيادته على أقاليمه الجنوبية، ومواصلـة الجهود التنموية، التي يستفيد منها أبناء الصحراء، مؤكدا أن الجزائر طرف أساسي في النزاع.
المصدر: الصباح